كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ} أي تخافون العيب عليهم كخوفكم (١) العيب على أنفسكم.
{فِطْرَتَ} انتصابه كانتصاب {صِبْغَةَ} البقرة: ١٣٨ و (الفطرة) الخلقة المستوية والطبيعة المعتدلة التي فطر الله عليها آدم وحواء وأولادهما إلى أن أفسد قابيل ما أفسد.
{أَمْ أَنْزَلْنَا} بمعنى الاستفهام {سُلْطَانًا} كتابًا معجزًا ناطقًا بإباحة الترك المضاد للقرآن وسائر الكتب المنزلة على الأنبياء -عليهم السلام- وهكذا عن الضحاك.
{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا} مجازه: من يؤت منكم {لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ} ومن يؤت منكم زكاة يريد بها وجه الله، ولاعتبار هذا المجاز، قيل: {فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ}.
{ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ} الظاهر من فساد البر خرابه وغور مياهه وقلة بنائه وخيره وكثرة السباع العادية والحشرات المؤذية فيه، والظاهر من فساد البحر كثرة الرياح القاصفة وقلة السلامة وكثرة الحيوان العادية فيه، وكلا الفسادين لسوء ما كسبت أيدي الناس من المعاصي والذنوب ظهر في الأرض بكسب أيدي الناس إياها، وقيل: بالبر البوادي وبالبحر الأمصار (٢).
{لَا مَرَدَّ} لا رد له معنيان: أحدهما: يأتي يوم قضاه الله وأمضاه وأنفذه، ليس في حكمه ردّ لذلك اليوم، الثاني: {يَأْتِيَ يَوْمٌ} من حكم الله وقضائه وقدره {لَا مَرَدَّ لَهُ} عند واحد، ولا تنافي بين المعنيين؛ فإنّ ما ردّه الله لم ينفذه أحد وما نفذه الله لم يرده أحد {يَصَّدَّعُونَ} يتصدعون ويتفرقون.
(١) في "ب": كما تخافون.
(٢) روي ذلك عن مجاهد وعكرمة وقتادة وابن زيد، رواه الطبري عنهم في تفسيره (١٨/ ٥١٠).