وعن ابن عباس عنه -عليه السلام- (١) قال: "من قال: جزى الله عنا محمدًا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبًا ألف صباح" (٢)، وقال (٣) -عليه السلام-: "من ذكرت عنده فلم يصلِّ علي فقد خطىء طريق الجنة" (٤).
{يُؤْذُونَ اللَّهَ} إيذاء الله على سبيل المجاز كخداع الله.
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ} الآية، قيل: كانت الحرائر والإماء يخرجن من بيوتهن في زيٍّ واحد، وكان السفهاء يتعرضون للحرائر والنظر إلى وجوههن كما يتعرضون للإماء لا يميزون بينهن فيتأذى الحرائر بذلك، فأنزل (٥). {جَلَابِيبِهِنَّ} جمع جلباب وهي الإزار.
{وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ} المولدون للأقوال المضطربة التي لا قرار لها ولا حقيقة، و (أرجف الناس في الشيء): إذا خاضوا فيه واضطربوا {إِلَّا قَلِيلًا} إلا قليلين، أو إلا زمانًا قليلًا.
{مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا} فعلى قوله: {إِلَّا قَلِيلًا} نصب على الحال أو البدل، وعلى قوله (إلا زمانًا قليلًا) نصب على الذم والشتم كقوله: {حَمَّالَةَ الْحَطَبِ} المسد: ٤، وفي الآية دليل على جواز قتل المنافق إذا ظهر نفاقه {الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ} أنبياء الله الذين ينصرهم على من آذاهم، وقيل: الذين خلوا من قبل بني قريظة والنضير.
{يَسْأَلُكَ (٦) النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ} كان الناس يكثرون السؤال عن الساعة متى هي، فلذلك كثر الجواب.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى} لم يذكر سبب نزول
(١) (السلام) ليست في "ي".
(٢) الطبراني في الكبير (١١٥٠٩)، وفي الأوسط (٥٣٥)، وأبو نعيم في الحلية (٣/ ٣٠٦)، والحديث ضعيف جدًا بسبب هانئ بن المتوكل.
(٣) (وقال) من "ب".
(٤) ابن ماجه (٩٠٨)، والبيهقي في الشعب (١٥٧٣، ١٥٧٤) والحديث صحيح.
(٥) ابن جرير (١٩/ ١٨٣).
(٦) في "أ": (يسألونك) وهو خطأ.