رسول الله فلحقوا به، وعلم الذين كرهوا القضية كيف صنع الله للرسول وللمستضعفين من المؤمنين.
{وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ} أسد وغطفان (١) حيث اعترضوا لرسول الله (٢) في مسيره إلى خيبر فناجزهم رسول الله (٣) دون خيبر، فعلموا أنه لا طاقة لهم به، فألقوا إليه السلم أن لا يكونوا معه ولا عليه.
{وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ} الآية نزلت في الوقعة بين المسلمين والمشركين بالحديبية، والحديبية على أربعة ميال (٣) من مكة.
{رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ} الوليد بن المغيرة وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وأبو جندل بن سهيل وغيرهم كانوا بمكة (٤) {لَوْ تَزَيَّلُوا} لو تخلص المؤمنون منهم وتميزوا.
{وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوَى} عن علي - رضي الله عنه -: كلمة التقوى لا إله إلا الله (٥). وعن ابن عمر أن الكلمة التي ألزمناها ليلة الحديبية كلمة التقوى: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت بيده الخير وهو على كل شيء قدير (٦).
{لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا} كان النبي -عليه السلام- (٧) قد رأى في منامه أنه دخل المسجد الحرام مع أصحابه {مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ (٨) وَمُقَصِّرِينَ لَا
(١) الأظهر أنهم كفار قريش كما قاله قتادة. أخرجه الطبري في تفسيره (٢١/ ٢٧٨).
(٢) في "ب": (رسول الله - صلى الله عليه وسلم -).
(٣) في "ب" "ي": (أميال)، وفي البقية: (منازل).
(٤) ذكره القرطبي في تفسيره (١٦/ ٢٨٥).
(٥) عبد الرزاف في التفسير (٢/ ٢٢٩)، وابن جرير (٢١/ ٣١١)، والحاكم (٢/ ٤٦١)، والبيهقي في "الأسماء والصفات" (١٩٧).
(٦) نقلها عن ابن عمر مختصرًا بغير هذا اللفظ القرطبي في تفسيره (١٦/ ٢٨٩) وابن الجوزي في تفسيره (٤/ ١٣٧).
(٧) (السلام) ليست في "ي"، وفي "ب": (النبي - صلى الله عليه وسلم -).
(٨) (رؤوسكم) من الأصل.