{فَالسَّابِقَاتِ} هي الأنفس أو الملائكة (١).
{فَالْمُدَبِّرَاتِ} هي الأنفس المدبرة بعد ما قدر الله عليها والملائكة الذين يدبرون بأمر الله.
وقيل: (النازعات) رماة الغزاة نزعوا القسي، فأغرقوا النشاب فيها نشاطهم أو نشاط خيلهم، و (السابحات) هي الخيل التي كأنها تسبح عند الركض {فَالسَّابِقَاتِ} هي جياد الخيل {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} السرايا (٢)، وجواب القسم مضمر عند القراء: لتبعثن ولتحاسبن (٣).
{لَمَرْدُودُونَ في الْحَافِرَةِ} مبعوثون للحساب، وقيل: جواب القسم {قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨)} تقديره: القلوب أوجفت، ويحتمل أنّ جواب القسم {إِنَّ في ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِمَنْ يَخْشَى (٢٦)}.
{يَوْمَ تَرْجُفُ} تزلزل {الرَّاجِفَةُ} الأرض.
{تَتْبَعُهَا} أي تتبع الرجفة والنفخة التي هي سبب الرجفة {الرَّادِفَةُ} النفخة الثانية إن شاء الله، وقيل: هما رجفتان؛ الأولى: لموت الحيوان، والثانية: لتدكدك الجبال وانقلاب الأرض ظهرًا عن بطن.
{وَاجِفَةٌ} مضطربة من الهول.
{يَقُولُونَ} كلام مبتدأ على سبيل الحكاية على الكفار في الدنيا
(١) قاله مجاهد، أخرجه الطبري في تفسيره (٢٣/ ٦٤)، قال الربيع بن أنس في قوله: {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا (١) وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا (٢)} قال: هاتان الآيتان للكفار، عند نزع النفس تنشط نشطًا عنيفًا مثل سفود في صوف، فكان خروجه شديدًا. {وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا (٣) فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا (٤)}، قال: هاتان للمؤمنين. أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٣٩٧).
(٢) إذا أراد بالسّرايا جموع الملائكة فهو المتعيّن. قال القشيري: أجمعوا على أن المراد بـ {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (٥)} الملائكة، وهو قول الجمهور، كما قاله الماوردي. وتدبير الملائكة هو بأمر الله وتوجيهه.
تفسير القرطبي (١٩/ ١٩٤).
(٣) قاله الفراء في معانيه (٣/ ٢٣١).