{مِنْ ضَرِيعٍ} هو الشبْرِق (١) إذا يبس في الدنيا، وهذا طعام قوم مخصوصين من أهل النار سوى الذين طعامهم من غسلين أو طعام أهل النار في زمان مخصوص، أو هو يضم إلى الزقوم والغسلين ليكون الجميع طعامًا واحدًا، ويحتمل أنّ هذه الألفاظ كلّها عبارة عن طعام واحد، والعبارة عنه لتضمنه بشاعة هذه الأشياء كلّها.
{لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ (٧)} لا يفيد السمن والشبع لكونه مخالفًا للطبيعة.
{نَاعِمَةٌ} والشيء الناعم هو ذو الرقة والملوسة والنظافة والطراوة في نفسه.
{لَاغِيَةً} لغوًا.
{وَنَمَارِقُ} جمع نمرقة، وهي الوسادة، قالت هند:
نحن بنات طالق ... نمشي على النمارق (٢)
{وَزَرَابِيُّ} طنافس (٣).
{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ} خصّ هذه الأشياء لكونها بمرأى من الأعراب يوم ظعنهم ويوم إقامتهم وفي نهارهم وليلهم، ومصيفهم ومشتاهم، وحالة اجتماعهم وتفرّقهم، وقيل: تخصيص الإبل لتيسر قودها ورعيها وسقيها وشدّ الأحمال، فهي مرة تجر ومرة تمر، لحومها طعام وألبانها شراب،
(١) قاله ابن عباس - رضي الله عنهما - وعكرمة ومجاهد وقتادة، أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (٢٣/ ٣٣٢).
(٢) قالته هند بنت عتبة عندما كانوا في معركة أُحد، وتكملة الأبيات:
الدرّ في المخانق ... والمسك في المفارق
إن تقبلوا نُعانق ... ونفرش النمارق
أو تُدْبِروا نُفارق ... فراق غير وامق
وانظر: ابن سعد في الطبقات (٤٠٢)، والحاكم (٢/ ٢٥٦).
(٣) قاله الفراء كما في معانيه (٣/ ٢٥٨)، وزاد: أن لها - أي الطنفسة - خَمْلٌ رقيق.