{عَيْنًا} (١) نصب على التمييز.
و {كُلُّ} اسمٌ جامعٌ يتناول (٢) كل واحدٍ على سبيل الإفراد، و {أُنَاسٍ} جمع تقديره: كل حزبٍ أو جماعة. والمَشْرَب: موضع الشُّرب كالمَذْبَح والمَشهَد، وأكثر هذا الوَزن في المصادر كالمَقْتَل. وعَثِيَ يَعْثَى وعَاثَ يعيثُ: أَفْسَدَ. وجمع اللفظين في معنى واحد نهاية البلاغة، كقوله: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ} (٣) الآية، وقوله: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ (٣٨)} (٤).
وقوله: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} (٥). وقال ذو الرُّمَّة (٦):
لمياءُ في شفتيها حُوَّةٌ لُعَسٌ ... وفي اللثاتِ وفي أنيابِها شَنَبُ
و {مُفْسِدِينَ}: نصب على الحال (٧).
{وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نَصْبِرَ عَلَى طَعَامٍ وَاحِدٍ} والطعام: اسم لما يطعم، والمراد به: المنّ والسلوى (٨) وإنَّما سمَّوهما واحدًا لأنهما كانا سماويين فكانا من جنس واحد. وقيل: إنهم كانوا يعجنونهما، وهذا كتسميتك
= لا محل له من الإعراب. وحكم اثنين واثنتين في العدد المركَّب أن يعربا بخلاف سائر أخواتهما, لأنه حذف معهما ما يحذف في المعرب عند الإضافة، وهي النون، فأشبها المعرب فأعربا كالمثنى. وأما {عَشْرَةَ} فمبني لتنزله منزلة تاء التأنيث.
الدر المصون (١/ ٣٨٦) - البحر (١/ ٢٢٩) - إعراب القرآن لمحمود صافي (١/ ١٣٩).
(١) (عينًا) إضافة منا ليستقيم المعنى.
(٢) في "أ": (يتناول).
(٣) سورة الحج: ٣٠.
(٤) سورة عبس: ٣٨.
(٥) سورة الزخرف: ٨٠.
(٦) ذو الرمّة هو غيلان بن عقبة مضري النسب، والرُّمَّة هي الحَبْل، صاحب ميَّة بنت مقاتل المنقرية أحد العشاق، توفي سنة ١١٧هـ. وانظر ديوانه (٦٥).
قال أبو عمرو بن العلاء: افتتح الشعراء بامرىء القيس وختموا بذي الرمة.
(٧) أي أنها حال من فاعل {تَعْثَوْا} وهي حال مؤكدة, لأن معناها قد فُهِمَ من عاملها، ويمكن أن تكون حالًا مُبَيَّنَةً لأن الفساد أعَم والعثي أخص.
(٨) وهو مرويٌّ عن أبي العالية ومجاهد، أخرجه ابن جرير عنهما.
ابن جرير الطبري (٢/ ١٢).