تدني من الحائطِ بالودادِ ... وقد مضى قرضًا إلى التنادِ
أقرضتُة لله على اعتمادِ ... طوعًا بلا منٍّ ولا ارتدادِ
إلا رجاء الضعفِ في المعادِ ... فارتحلي بالنفسِ والأولادِ
والبر لا شك فخير زادِ ... قدّمه المرء إلى المعادِ
قالت أم الدحداح: أما إذا بعتَ من الله ورسولِهِ فبيع ربيح لا يقال ولا يستقال، وأيم الله لولا ذلك لم تملك إلا حصتك، فأنشأ يقول:
بشَّرك (١) الله بخيرٍ وفرح ... مثلك أدَّى (٢) مالديه ونصح
أزلك الحظ إذا الحظ وضح (٣) ... قد متَّع الله عيالي ومنح
بالعجوة السوداء والزهر البلح ... والعبد يسعى وله ما قد كدح
... طول الليالي وعليه ما اجترح
ثم أقبلت أم الدحداح على صبيانها تخرج ما في أفواههم وتنفض ما في أكمامهم حتى أتوا الحائط الآخر، فقال النبي -عليه السلام- (٤):"كم من عِذقٍ رداح وقصر فياح لأبي الدحداح في الجنة" (٥).
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ
(١) في الأصل: (بشوك).
(٢) في "أ": (مثل أجري).
(٣) هذا البيت غير موجود في بعض المصادر،
(٤) (السلام) ليس في "ي".
(٥) بهذا السياق ذكره القرطبي في تفسيره (١/ ٢٣٧ - ٢٣٩)، وساق القرطبي سنده للرواية. والقصة موجودة في الطبري (٤/ ٤٣٠)، وابن أبي حاتم (٢٤٣٠)، والطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٠١)، والبزار (٥/ ٤٠٢)، وسعيد بن منصور- كتاب التفسير (٤١٧)، والبيهقي في شعب الإيمان (٣/ ٢٤٩). وأصل الحديث في صحيح مسلم (٩٦٥) من حديث جابر بن سمرة.