٢٩ - التفكير البلاغي عند العرب؛ للدكتور حمادي صمود، ذكر الشيخ في موضعين:
١) في الفصل الأول من القسم الأول من ص ٨٠ - ٨٣ عند حديثه عن المؤثرات الأجنجية، وتكلَّم عن مدى تأثر الشيخ بالبلاغة الأجنبية.
٢) في القسم الثالث تحت عنوان: "أهم قضايا التفكير البلاغي إلى القرن السادس" تحدث عن نظرية النظم في الدلائل والأسرار من ص ٤٩٧ - ٥٢٩. هذا إلى جانب كثير من الكتب التي لا يمكن حصرها في هذا الموضيع، وهي مثبتة في ثنايا الكتاب.
هذا ما استطعتُ أن أجمعه من الدراسات الحديثة التي تناولت الجرجاني، وهذا إن دلَّ على شيء فإنَّما يدلُّ على أهمية ومكانة الجرجاني قديمًا وحديثًا ومكانة كتاباته المتميِّزة.
المبحث الخامس: مكانته العلمية وثناء العلماء عليه
لقد أوضح المترجمون للعلاَّمة الجرجاني في ثنايا ترجمته مكانة عالية
ورفيعة تحلق في سماء الأعلام الكبار الذين شهد لهم التاريخ واستمرَّ
أثرهم وذكرهم على مرِّ العصور والأزمان إلى يومنا هذا، فلا يكاد يجهل
مثل هذا العالم ومكانته أدنى طالب علم، فهو لا يحتاج إلى تعريف لأن
المُعَرَّفَ لا يُعَرَّفُ، وكما قال الشاعر:
وليس يصحُّ في الأذهانِ شيءٌ ... إذا احتاجَ النهارُ إلى دليلِ
فآثاره العلمية تشهد لمكانته، ومجلسه العلمي في حياته يزخر بطلاب العلم الذين يترددون عليه من كل حدب وصوب يغترفون من فيض علمه، وإعراضه عن الدنيا ومغرياتها وما تدعو إليه من المفاتن في أموالها ومناصبها ومتاعها الزائل، كل ذلك رفع من قدره ومكانته ليس بين أهل العلم فحسب، بل حتى بين العامة من الناس.