ولم يستمروا على فعل الشر، ثم قال: (وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ) على سبيل الاعتراض بينه وبين تمام الكلام؟
تنبيها أن الإِنسان لا يجب أن يلتجئ إلا إلى الله، وبين أنه
من فعل ذلك لم يقتصر تعالى معه على ترك الذنب عليه، بل
يجعل له جنات، وجعل هذه الجنات على أوصاف يتصورها
الوهم، ويدرك مثلها الحس، وجعل للفرقة الأولى جنة لا
يتصورها الوهم، ولا يحيط بها الحسّ، فإن جنّة عرضها
السموات والأرض مع كونها في السماء إشارة إلى ما قاله - صلى الله عليه وسلم -:
"ما لا عين رأت "، وذلك مما لا يتصوّره الوهم، ولا كانت
الفرقة الأولى عاملت أنفسهم وعباد الله بضرب عامل الله به عباد الله
وهو الجود والحلم والعفو، سماهم هو تعالى بما استحقه، وهو
المحسن، وقابلهم بمقابلةٍ يطلبها هو من العباد أن يقابلوه بها.
وهي المحبة، فقال: (وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)
والفرقة الثانية: عاملت أنفسها وعباد الله بما لا يصح أن يوصف الله به.
بل يوصف به العبد المتدارك لتقصيره، جعلهم من العَمَلة