ما أراد منهم الحكم وهو الثبات في الحرب والجد بالجوارح، علّق
الابتلاء بالجملة، وحيث ما قصد المكارم من إصلاح الضمير.
من نقض الحزن ورفض الذعر ذكر الصدر، وحينما ذكر الإِيمان
المحض ذكر القلب، وكل موضعٍ يذكر الله في القرآن العقل.
والإيمان، فإنه يخصُّ ذكر القلب، وإذا أراد ذلك وسائر
الفضائل والرذائل ذكر الصدور، وهذا إذا اعتُبر بالاستقراء
انكشف، نحو قوله: (وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ).
وقوله: (فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ)، وقوله: (أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُم).
وقوله: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ).
وقوله: (أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ).
وقوله: (فِي صُدُورِ النَّاسِ)، ولما كان التمحيص أخصَّ من الابتلاء
كما تقدم خصَّه بالقلب، وهذه الأحوال الثلاث يترتب بعضها
على بعض، فبإصلاح العمل يُتوصل إلى إصلاح ما في الصدور