نبه تعالى أن التفكر في ذلك يدل على وحدانية الله تعالى، وأن
جميع هذه الأشياء لا تنفك من ثلاثة أضرب:
إمّا موجود العين، قائم الجوهر، قابل للانتقال
وتبذل الأمكنة بأجزائه: كالسماء والنجوم.
وإمّا قابلٌ للاستحالة والتغير بجملته وأجزائه.
وذلك كالأرض وما عليها، وإما أن يكون مما لا بقاء له بحاله.
بل ينصرم، ويقابله نظيره كالليل والنهار، وقد ذكر ثلاثتها.
ونبه على حدوثها، لأن المتنقل لا ثبات له، والمستحيل لا بقاء له.
وما كان هذا حاله فغير منفك من دلالة الحدث، وما لم يخل من
محدِثٍ فمسخّر له، ومحال أن يكون المسخَّر المُحدَث أزليًّا واجب
الوجود، فإذن لابد له من موجد يوجده، وموجده واجب
الوجود، وذلك هو الباري تعالى، (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ).