وقال الشاعر:
ثِقَالُ الْجِفَانِ والُحُلُوِم رَحَاهُمْ ...
رَحَى الْمَاءِ يَكْتَالُونَ كَيْلاً عُذَمْذَمَا
فوصف الجفان بالثقل حقيقة، ووصف " الحُلوم " به مجاز، وقد نظمها بلفظ واحد، وقال آخر: وماءٍ آجِنِ اْلَجمَّاتِ قَفْرٍ،.
فذكر الماء " وأراده به " ومكانه، فقد يسمى مكان الماء ماء، والدلالة على أنه أرادهما أنه قد وصفه " بآجن الجمات " وذلك من صفة الماء نفسه، و " بقفر " وهو من صفة المكان، وقال ابن هرمة:
وَاْحُوتُ يَسْبَحُ في السَّمَا ...
ءِ كَسَبْحِهِ في ألمَاءِ
وهو بكل سبح عن معنى الحوت، والحوت السابح في السماء غير السابح في الماء.
وقالوا: القمران، للشمس والقمر، وذلك في الشمس مجازاً لا محالة،
فإن قيل: لإن ذلك لا يصح من حيث أن المتكلم به يكون مريداً استعمال اللفظ فيما وضع له، والعدول به عن الموضوع له في حالة واحدة، وذانك أمران متنافيان في المراد، وهذه عمدة من منع من جواز ذلك، قيل: إن ذلك إنما ينافي إذا وضع لفظ فاستعمل في معنى واحد على أنه منقول إليه عن غيره، ومستعمل في موضعه.
" أما إذا استعمل في أحد معنييه " لأعلى النقل بل على الوضع له، وفي الآخر على النقل إليه صح إرادتهما معاًَ.