لها: إنك بنت عتبة، فقالت: اعف عما سلف عفا الله عنك، فقال: "وَلَا يَزْنِينَ" فقالت: أَوَ تزني الحرة، فقال: "وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ"، فقالت:
ربيناهم صغاراً وقتلتموهم كباراً فأنتم وهم أعلم، أرادت ابنها حنظلة قتل يوم بدر، فضحك عمر حتى استلقى، وتبسم النبي - عليه السلام - فقال: "وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ"، فقالت: والله إن البهتان لقبيح وما تأمر إلا بالأرشد ومكارم الأخلاق.
الغريب: روي أنها قالت: أما ولي ضرة فلا أدع البهت، فقال: ولا
يعصينك في معروف، فقالت: ما جلسنا هذا المجلس وفي أنفسنا أن
نعصيك في شيء. فأقرت النسوة بما أخذ عليهن.
وقوله: (بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ)
قيل: هو الولد
من الزنا، و "يَفْتَرِينَهُ" صفة لبهتان، وقيل: حال منهن.
الغريب: كنى بما بين أيديهن عن البطن، وبما بين أرجلهن عن
الفرج.
قوله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ) .
عاد إلى أول السورة، وخاطب حاطب وفتحها به.
قوله: (مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ" يجوز أن يكون متعلقاً بقوله "كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ " أي من رجوع أَصْحَابِ الْقُبُورِ، وقيل: حال من الكفار، ومن الآخرة فقدر - والله أعلم -.