صالحين، لم يكن في قريتهم شيء من الخبيث غير ذلك الجام فألقيته في
هذه القرية، التي أهلها خبثاء، لأنهم كانوا أحق به، فأردت أن أجعله معهم.
سؤال: لِمَ قال في الأولى: "فَأَرَدْتُ"، وفي الثانية: "فَأَرَدْنَا"، وفي
الثالثة: " فَأَرَادَ رَبُّكَ".
الجواب: لأن الأولى في الظاهر إفساد فأسنده إلى نفسه، والثانية: إفساد من حيث العقل.
إنعام من حيث التبديل، فأسنده إلى نفسه وإلى الله عز وجل، وقيل: لأن
القتل كان منه، وإزهاق الروح كان من الله، والثالثة إنعام محض، فأسنده إلى الله - سبحانه.
قوله: (ذِي الْقَرْنَيْنِ) .
قال ابن عباس: هو عبد الله بن الضحاك، والجمهور على أنه إسكندر.
وسمي ذا القرنين، لأنه بلغ قرني الأرض، المشرق والمغرب، وقيل: لأنه
ملك فارس والروم، وقيل: كان على رأسه قرنان، أي ذؤابتان.
الغريب: علي - رضي الله عنه - أن الله بعثه إلى قوم، فضربوه على
قرنه فمات ثم بعثه الله إليهم فضربوه على قرنه ضربة أخرى فمات، فسمى ذا القرنين. وقيل: كان كريم الطرفين، وقيل: لأنه انقرض في وقته قرنان من الناس وهو حي، وقيل: لأنه أعطى علم الظاهر وعلم الباطن، وقيل: لأنه دخل الظلمة والنور، وقيل لأنه كان يحارب بيده وركابه.
العجيب: وهب: كان صفحتا رأسه من نحاس، وهذا بعيد.
السدي: كان له قرنان من ذهب، وهذا أيضاً مثل قول وهب، إلا أن يحمل
على قرن ليتخذ للشرب، أي مثل القرن، وقيل: كان على رأسه قرنان