ثلاثة أيام معدودة، ثم تجمع فيقال: مثلاً تسمع أيام معدودات، فجاء في البقرة على الأصل، لأنها الأولى، وجاء في آل عمران على الفرع، لأنها الثانية
- وقيل: في قوله: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ) : أي في ساعات
أيام معدودات، يريد التكير عقيب الصلوات، فحذف الموصوف، وهو
المضاف وبقي المضاف إليه والصفة.
قوله: (لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ) .
أي بأن لا تعبدوا، فلما حذف "أن" رفع الفعل كقوله:
أَلا أَيُّهذا الزاجري أحضرُ الوغى. . . وأَنْ أشهدَ اللذاتِ هل أَنْتَ مُخْلِدي
أبو علي: الأخذ من الألفاظ التي تجري مجرى القسم، وتقديره:
حلَّفناهم لا يعبدون، قطرب: حال، أي غير عابدين - الفراء: نفي والمراد
به النهي، وكذلك الكلام في (لَا تَسْفِكُونَ) .
قوله: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)
"الباء" معلق بفعل دل عليه (إِحْسَانًا) ، أي أحسنوا بالوالدين، كقوله: أحسن بي، وقيل: عطف على المعنى، أي ووصيا بالوالدين، ولا يتعلق بقوله: (إِحْسَانًا) ، لأن معمول المصدر لا يتقدم على المصدر.
وقوله: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) ، قيل: عام في جميع الأفعال، وقيل:
قولوا في شأن محمد - صلى الله عليه وسلم -، من قرأ (حُسْنًا) أي ذا حسن، ومن قرأ (حَسَناً) بفتح الحاء والسين جعله وصفاً للمصدر أيضاً: أي قولاً حَسَناً (١) ، وقرىء في الشواذ
(١) قال العلامة الدمياطي:
واختلف في حسنا فحمزة والكسائي وكذا يعقوب وخلف ووافقهم الأعمش بفتح الحاء والسين صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والباقون بضم الحاء وإسكان السين وظاهره كما قال أبو حيان أنه مصدر وأنه كان في الأصل قولا حسنا إما على حذف مضاف أي ذا حسن وإما على الوصف بالمصدر لإفراط حسنه
وعن الحسن بغير تنوين بوزن القربى والعقبى أي كلمة أو مقالة حسنى. اه (إتحاف فضلاء البشر فى القراءات الأربعة عشر. ص: ١٨٣) .