وجاء فى الخبر: " إن الله - سبحانه - خمر طينة آدم بيده أربعين
صباحاً، حتى خرج من بين أصابعه "، والمعنى: خلق آدم من تربة سلت
ونزعت، أي من ها هنا وها هنا، وأما حواء - عليها السلام - فالجمهور على أنها خلقت من ضِلَع من أضلاع آدم.
الغريب: خلقت من بقية طين آدم..
"الهاء" تعود إلى الإنسان، والمضاف محذوف، أي نسله.
والمعنى: خلقنا نسله من نطفة تقع في قرار مكين، أي رحم، ومثله:
(ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ) ، فحذف المضاف، وحذف
(من) والقول الثاني: أن الإنسان بنو آدم، والسلالة على هذا مَنى
آدم، والطين آدم، و "الهاء" في "جَعَلْنَاهُ" تعود إلى السلالة، وذَكرَ
حملا على الماء، أوعلى المني.
العجيب: جعلنا بدء خلق بني آدم من نطفة، وبنو آدم كلهم من
النطفة إلا عيسى - عليه السلام -، فإنه خلق من الروح.
ومن العجيب: خلق عيسى من التراب أيضاً، وقد ذكر عطاء الخراساني: أنه يذر على النطفة من التربة التي يدفن فيها.
قوله: (ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣)
قوله: (ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً) .
أي صيرناها وأحلنا النطفة البيضاء علقة حمراء، والخلق يتعدى إلى
مفعول واحد، ولما كان هنا بمعنى صيرنا، تعدى إلى مفعولين.
(خَلْقًا آخَرَ)
ابن عباس: نفخ الروح، وقيل: نبات الشعر.