هو المسناة والسكر، وأضاف السيل إليه، لأنه بخرابه جاء السيل.
وقيل: العرم اسم الوادي، وأضاف إليه، لأنه جاءَ من قبله، وقيل:
العرم الخلد، وهو الجرذ الأعمى، ثقب السكر من أسفله فسالَ منه الماء
فخرب الجنات.
الغريب: العرم من العرام وهو الشدة، وهو صفة للسيل، أضيف إليه
مثل مسجد الجامع.
قوله: (وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ)
بعد الخراب جنتين، ازدواجاً، كقوله: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا) .
وقيل: التبديل تغيير الصفات مع بقاء الذات.
العجيب: قال النقاش في تفسيره: قد طعن بعض الملحدة في هذه
الآية وقال: "وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ"، لأن الجنة لا يكون فيها الخمط
والأثل، قال النقاش: وهذا جهل عجيب وغلط بين لا يخفى على صاحب
نظر ولا خبر ولا لغة، أما الأخبار فمتواترة على خلاف ما قال هذا الطاعن.
وأما النظر فإن لهذه الآية نظائر كثيرة منها (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ) (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا) ، كذلك "وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ".
وأما في اللغة، فلو كان جنتين لقال ذوي لأن الخبث مذكر والجنة مؤنث. انتهى كلامه.
قوله: (مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ)
قليل صفة لشيء -
الغريب: صفة للخمط، والأثل والسدر.