قوله: (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ) .
قرىء بالتخفيف والتشديد، فمن شدد نصب ظنه على المفعول.
والمعنى حقق ظنه فيهم، والعائد يعود إلى جميع الكفار.
الغريب: يعود إلى أهل سبأ، ومن خفف نصب (ظَنَّهُ) على
المفعول به أيضاً.
قال أبو علي: ويجوز أن ينتصب انتصاب الظرف، أي صدق عليهم
إبليس في ظنه، وأنشد أبو علي في تعدية " صدق " بالتخفيف قول
الشاعر:
فإنْ يَكُ ظَنِّي صادِقاً وهو صادِقٌ
بثسملةَ يحبسْهم بها محبساً أزلا
وما ذكره الزجاج أن (ظَنَّهُ) فيمن خفف نصب على المصدر ففيه نظر.
وقرىء في الغريب (ظَنُّهُ) بالرفع على البدل من إبليس، وقرىء "إبليسَ"
نصب (ظَنُّهُ) رفع، أي صدق ظن إبليس فيما ظنه.
قوله: (إِلَّا لِنَعْلَمَ) .
في الاستثناء قولان:
أحدهما: أنه متصل، تقديره ما سلطناه عليهم إلا لنعلم.
والثاني: منقطع، أي لكن ابتلينا المكلفين به لنعلم من يؤمن.
قوله: (إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ) .
أي للشافعين، وقيل: للمشفوع لهم.