قوله: (لَآيَاتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ) .
مكسورة بالإجماع، وهو اسم "إن " والظرف خبره تقدم عليه.
والثانية والثالثة قرىء بالرفع على الابتداء، وبالظرف أو بالعطف على
موضع "إن"، واسم "إن "، وقرىء بالكسر حملاً على الأول بدلًا وتأكيداً.
وفي الآية الئالثة، عطف على العاملين في الظاهر، فإن قوله:
(واختلاف) مجرور بالعطف على قوله (وفي خلقكم) ، و "لآيات"
محمول على اسم (إن) ، وفي رفع، فهو أيضاً عطف على عاملين، أحدهما:
في كما سبق، والثاني: الابتداء، لأن الابتداء عامل في المبتدأ، كما " إن "
عامل فيه ووجه ذلك ما ذكرت من أن الآيات في الأولى ذكرت تأكيداً من غير حاجة إليها كما تقول: إن في الدار زيداً، وفي الحجرة زيداً والمسجد زيداً، وله وجه آخر وهو أن قوله: (واختلاف) مجرور بعامل آخر دل عليه قوله (وفي خلقكم) ، كما أنشد: سيويه:
أكلَّ امرئ تحسبين أمرأً. . . ونارٍ توقَّدُ بالليل ناراً
أي وكل نار، فحذف، لأن الأول يدل عليه. ومثله قولك: بمن تمرر
أمرر، فتقتصر على الباء في قولك بمن تمرر، ولا تكرره تقول أمرر به، ولو
قلت: من تضرب أمرر، لا يجوز حتى تقول أمرر به، إذ ليس في قولك: من
تضرب ما ينوب عن الباء في الثاني، وأجاز الأخفش العطف على
العاملين، واستدل على جوازه بالآية وليس فيها دليل له، لما سبق ذكره.
قوله: (آيات اللهِ) .أي القرآن.
(نتلوها) نقرأها.