{فَظَلَمُوا بِهَا} قيل: وكفروا (١) بعقرها، أي: بسبب عقرها.
وقيل: فظلموا أنفسهم بعقرها، ويحتمل: فظلموها والباء زائدة (١)، لأن الله حرم قتلها فعقروها.
{وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ} يريد المعجزات لا المقترحات، وقيل: الآيات: القرآن.
الحسن: الموت الذريع (٢).
ابن جرير: العبر (٣).
{إِلَّا تَخْوِيفًا (٥٩)} للعباد ليؤمنوا ويتذكروا.
{وَإِذْ قُلْنَا لَكَ إِنَّ رَبَّكَ أَحَاطَ بِالنَّاسِ} ابن عباس: أحاط (٤) علمه بهم (٥).
الفراء في جماعة: {أَحَاطَ بِالنَّاسِ}: بأهل مكة وأنها ستفتح لك (٦).
وقيل: معناه: الناس في قبضته وهو مانعك منهم فلا تبال بهم وبلغ ما أرسلت به.
والحَوْطُ: الحِفْظُ، وتَحَوَّطَهُ: تَعَهَّدَهُ، وأحَاطَ واحْتَاطَ: أحْدَقَ وحَوَّطَ حائطاً.
{وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} جمهور المفسرين على أن هذه الرؤيا رؤيا عين، وهي ليلة الإسراء من مكة إلى المسجد الأقصى إلى سدرة المنتهى إلى حيث علم الله، وصارت فتنة للناس فارتد قوم لما سمعوا ذلك وصدقه الآخرون ممن أسلم (٧).
وعن ابن عباس أيضاً: إنها رؤيا منام، رأى أنه يدخل مكة، ويقويه قوله {لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ} الفتح: ٢٧ (٨).
(١) في (د): (فكفروا).
(٢) أخرجه أحمد في «الزهد» (ص ٣٧٩)، والطبري ١٤/ ٦٣٨ - ٦٣٩، والثعلبي (ص ٣٦١ - ٣٦٢).
(٣) قال الطبري ١٤/ ٦٣٨: (وما نُرسل بالعِبَرِ والذِّكر إلا تخويفاً للعباد).
(٤) سقطت كلمة (أحاط) من (أ).
(٥) ذكره الثعلبي (ص ٣٦٢)، وابن الجوزي ٥/ ٥٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) انظر: «معاني القرآن» للفراء ٢/ ١٢٦، وهو قول مقاتل كما في تفسيره ٢/ ٥٣٨.
(٧) انظر: «تفسير مقاتل» ٢/ ٥٣٨، و «تفسير يحيى بن سلام» ١/ ١٤٥، والطبري ١٤/ ٦٤١ - ٦٤٥، والثعلبي (ص ٣٦٢ - ٣٦٣)، والواحدي في «البسيط» (ص ٦٥٨)، و «المحرر الوجيز» لابن عطية ٩/ ١٢٧، وغيرهم، ونسبوه لجمهور المفسرين، وقال الثعلبي إنه قول سعيد بن جبير والحسن ومسروق وأبي مالك وقتادة ومجاهد والضحاك وابن زيد وابن جريج، ورواية عكرمة وعطية عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٨) أسند الطبري ١٤/ ٦٤٥ - ٦٤٦ هذا القول إلى ابن عباس رضي الله عنهما.