{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ} أخذ بيد أخيه المسلم وأدخله (١) جنته يطوف به فيها، ووحد الجنة لاتصال كل واحدٍ منهما بالأُخرى، ويحتمل أنه إنما وحد لأن الدخول في الجنتين معاً متعذر. {وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ} ضار لها بكفره.
{قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ} تفنى وتهلك (٢).
{هَذِهِ أَبَدًا (٣٥)} هذه الجنة، وقيل: الأرض، أنكر أن الله يفني الدنيا وأن القيامة تقوم. {وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً} كائنة.
{وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي} نشرت بعد موتي إلى ربي، أي: إن يكن بعث (٣) ودار أُخرى كما زعمت.
{لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا} من جنته ومنهما من الجنتين.
{مُنْقَلَبًا (٣٦)} انقلاباً.
وقيل: موضع انقلاب، أي: كما أعطاني وكرَّمَني في الدنيا يعطيني في الأُخرى ويُكْرِمُني هناك (٤).
{قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ} يعني: أخاه المسلم.
{وَهُوَ يُحَاوِرُهُ} يراجعه في الكلام.
{أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ} يعني: أباك آدم.
{ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ} أي: خلقك من نطفة أبيك في رحم أمك.
{ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (٣٧)} جعلك مُعتدل الخَلْقِ والقامة (٥) ذا عقل وتمييز ثم جهلت أمر الإعادة ولم تستدل بالمبدأ على المعاد.
{لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي} أي (٦): لكن أنا هو الله ربي.
(١) في أ: "وأدخل"، وفي ج: "فأدخله".
(٢) "تفنى وتهلك" ساقط من ج.
(٣) "إن يكن بعث" ساقط من ج.
(٤) قاله قتاده.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٢٦٣).
(٥) في أ "القامة والخلق"، تقديم وتأخير.
(٦) "أي" ساقط من أ.