{ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آَيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (١٠٦)} أي: الأمر ذلك.
ابن جرير: {ذَلِكَ} بمعنى أولئك، أي: أؤلئك جزاؤهم جهنم (١).
وقيل: ذلك الاستخفاف لهم وهو أن لا يُجْعَل لهم وزن (٢).
ويحتمل أن {ذَلِكَ} مبتدأ. {بِمَا كَفَرُوا} وخبره و {جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ} اعتراض بينهما، ومعنى الآية: جزاؤهم العذاب بكفرهم واستهزائهم برسل الله وآياته.
{إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ} معنى {كَانَتْ} ههنا سبق لهم وعد الله بها.
و{الْفِرْدَوْسِ}: البستان يجمع الكرم والنخل، وقد سبق.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الجنة مائة درجة ما بين كل درجة مسيرة مائة عام والفردوس أعلاها درجة، منها يتفجر الأنهار والفردوس من فوقها، فإذا سألتم الله الجنة فسألوه الفردوس وفوقها عرش الرحمن " (٣).
قتادة: الفردوس ربوة الجنة وأوسطها وأفضلها (٤).
كعب: هو اسم جنة من الجنان ما فيها أعلى منه، وفيها الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر (٥).
السدي: النَّبَط (٦)
(١) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٤٣٠).
(٢) انظر: النكت والعيون (٣/ ٣٤٧).
(٣) أخرجه البخاري في كتاب: الجهاد (باب: درجات المجاهدين في سبيل الله ح: ٢٧٩٠) عن أبي هريرة رضي الله عنه، وأخرج الترمذي (٤/ ٦٧٥، ح: ٢٥٣١) نحنوه عن عبادة بن الصامت.
(٤) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٥/ ٤٣١).
(٥) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٥/ ٤٣١).
(٦) النَّبَط: قوم ينزلون بالبطائح بين العراقين، والجمع أَنْبَاط، وسموا بذلك لأنهم يستنبطون الماء.
انظر: معجم البلدان (٥/ ٢٥٨).