{خَرُّوا سُجَّدًا} سقطوا لوجوههم ساجدين تعظيماً لله ولكلامه.
{وَبُكِيًّا) (٥٨)} أي: وباكين خوفاً منه وطمعاً، وقيل: وبكوا بكياً وهو مصدر (١).
{* فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ} أي: جاء بعدهم قوم لا خير فيهم، و {خَلْفٌ} إذا أضفته سكنت اللام تقول: خَلْفُ صدق وخَلف سوء، وإذا لم تضف سكنته في الشر وفتحته في الخير.
{أَضَاعُوا الصَّلَاةَ} لم يعتقدوا وجوبها لقوله {إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ} فدل على كفرهم.
وقيل: تركوها ولم يحافظوا عليها وعن جماعة أخروها عن مواقيتها (٢).
{وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ} الزنا، وقيل: ارتكاب المعاصي (٣).
{فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا (٥٩)} أبو عبيد ضلالاً (٤)، وأنشد:
. . . . . . . . . . . . . . . . . ... ومن يَغْوِ لا يُعْدم على الغي لا ئماً. (٥)
الحسن: عذاباً شديداً (٦).
(١) انظر: معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢٧٤).
(٢) قاله القاسم بن مخيمرة.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٥٦٧).
(٣) حكاه الواحدي في الوسيط (٣/ ١٨٨).
(٤) انظر: النكت والعيون (٣/ ٣٨٠).
(٥) هذا عجز بيت للمرقش الصغير، واسمه عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك بن ثعلبة، وصدره:
ومن يَلْق خيراً يَحْمَدِ الناس أمره ... ومن يَغْوِ لايعدم على الغي لائما.
ألم تر أن المرء يجذم كفه ... ويَجْشم من لَوْم الصديق المجاشما.
وكان متيماً بفاطمة بنت الملك المنذر حتى بلغ من شدة وجده عليها أن قطع إبهامه فقال هذين البيتين.
انظر: الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (٦/ ١٤٨)، الحماسة البصرية (٢/ ٣٣)، مجمع الأمثال لأبي الفضل أحمد بن محمد الميداني النيسابوري (١/ ١٤٨).
(٦) انظر: معالم التنزيل (٥/ ٢٤٢).