ابن بحر: خالف الجمهور فقال: هذا من كلام أهل الجنة بعضهم لبعض إذا دخلوها وهي متصلة بالآية الأولى إلى قوله {وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ} (١).
ثم استأنف فقال {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا (٦٤)} (٢).
{رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ} أي: على عبادته.
{هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا (٦٥)} قيل: مثلاً (٣).
وقيل: أحداً يسمى الله (٤).
وقيل: أحداً يسمى الرحمن (٥).
وقيل: أحداً يستحق أن يسمى إلهاً (٦).
وقيل: أحداً يستحق أن يوصف بصفات الله (٧).
وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ} في سبب النزول قال الكلبي: " نزلت في أُبي بن خلف (٨) حين أخذ عظاماً بالية ففتتها بيده وقال يزعم لكم محمد أنّا نبعث بعد ما نموت أي يقول الإنسان يعني أُبياً " (٩).
{أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (٦٦)} أي: يقال لي والله لسوف أخرج من التراب بعد الموت والبلى حياً، قاله استبعاداً للبعث وإنكاراً.
{أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ} يعني أُبياً.
(١) انظر: غرائب التفسير للكرماني (١/ ٧٠٢).
(٢) انظر: الكشاف للزمخشري (٤/ ٣٧)، وانظر تفسير الفخر الرازي (٧/ ٥٥٤) ..
(٣) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما، ومجاهد.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٥/ ٥٨٦، ٥٨٥).
(٤) قاله قتادة، والكلبي.
انظر: النكت والعيون للماوردي (٣/ ٣٨٢).
(٥) قاله عكرمة.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ١٨٩).
(٦) حكاه في النكت والعيون (٣/ ٣٨٢).
(٧) انظر: معاني القرآن للزجاج (٣/ ٢٧٦).
(٨) أبي بن خلف، تنظر ترجمته ص: ١١٢
(٩) انظر الوسيط للواحدي (٣/ ١٩٠).