وقيل: الغم هاهنا: تغطية العذاب لهم والأخذ يكظمهم، لأن ما هم فيه أعظم من الحزن (١).
{أُعِيدُوا فِيهَا} بالمقامع. {وَذُوقُوا} أي: يقال لهم ذوقوا.
{عَذَابَ الْحَرِيقِ} النار.
ثم ذكر الخصم الآخر فقال: {إِن اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا} يلبسون فيها.
{مِنْ أَسَاوِرَ} جمع أسوِرَة، وأسورَة جمع سوار وهو: ما يلبس في الذراع (٢).
{مِنْ ذَهَبٍ} أو فضة.
{وَلُؤْلُؤًا} مَن جَرَّه جعله عطفاً على ذهب والمعنى: مرصعة.
وقيل: جعله عطفاً على أساور، ومن نصبه (٣) جعله عطفاً على أساور في المعنى أي:
يحلون أساور ويحلون لؤلؤاً (٤).
وكرر {مِنْ} لأن الأول للتبعيض والثاني للتبيين وفيها ظرف {يُحَلَّوْنَ}.
وقيل: صفة لأساور تقدمت عليها فهي حال لها وأفاد أنها معدة (٥).
{وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} ثيابهم من إبرَيْسَم (٦).
(١) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ١٥).
(٢) قال في المفردات (٤٣٣) " الإسوار: من أساورة الفُرْس أكثر ما يستعمل في الرماة، وقيل هو فارسي معرب، واستعمال الأسوَرة في الذهب ".
(٣) في ب: " ومن نصب ".
(٤) قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي (ولؤلؤٍ) بالخفض، وقرأ نافع، وحفص عن (ولؤلؤاً) بالهمز والنصب، وبنحوها في رواية أبي بكر عن عاصم إلا أنه لايهمز.
انظر: السبعة لابن مجاهد (٤٣٥)، التيسير للداني (١٥٦)
(٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٧٥٥)، البحر المحيط (٦/ ٣٣٥).
(٦) الإبْرَيْسَم، والأبْرَيْسَم، والإبرَيسَم ثلاث لغات، فارسي معرب، وهو الحرير المطبوخ.
انظر: مختار الصحاح (٢٨)، مادة: برسم، المصباح المنير (١/ ١٢٩).