{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (٢٨) لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَدْخُلُوا بُيُوتًا غَيْرَ مَسْكُونَةٍ} يعنى: الخانات والمنازل التي ينزلها السفر.
{فِيهَا مَتَاعٌ لَكُمْ} استمتاع يقيكم الحر والبرد.
وقيل: هي: الخرَبات التي يُؤى إليها (١) للغائط والبول (٢).
ابن زيد: بيوت التجار التي فيها أمتعة الناس (٣).
ابن الحنفية (٤): بيوت مكة (٥).
{وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا تَكْتُمُونَ} يريد إذا دخلتم بيوت غيركم فاتقوا الله فإنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} أي: يُنْقِصوا من نظرهم، والغَضُّ والإِغْضَاضَ أن يداني بين جفنية من غير ملاقاة، و {مِنْ} للتبعيض، وهو ترك النظر إلى ما لا يحل وليس على أحد أن يغض بصره كله.
وقيل: في بعض الأوقات أمروا بالغض (٦).
{وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ} من أن يراها أحد وهو من العانة إلى أعلى الرُّكْبة.
(١) في أ: "الخربات يؤوي إليها" بغير "التي".
(٢) قاله قتادة.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٨٨).
(٣) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٢٥١).
(٤) محمد بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي، أبو القاسم المعروف بابن الحنفية، واسمها خولة بنت جعفر بن قيس بن سلمة، وتسميه الشيعة بالمهدي، كانت ولادته في خلافة أبي بكر، وقيل: في خلافة عمر رضي الله عنهما، توفي سنة ثلاث وسبعين، ودفن بالبقيع.
انظر: مشاهير علماء الأمصار لأبي حاتم البستي (٦٢)، تهذيب الكمال (٢٦/ ١٥٢).
(٥) انظر: المصدر السابق (١٧/ ٢٥٠).
(٦) والمراد به النظر إلى ما حرم الله، فقد نهاهم الله تعالى عن ذلك.