والثاني: أن التقدير: فظلت أصحاب الأعناق فحذف المضاف (١).
والثالث: رؤساؤهم، تقول: فلان عُنق القوم ووجه القوم (٢).
والرابع: أعناقهم جماعاتهم، والعنق الجماعة من الناس (٣)، قال:
إن العراق وأهلها ... عُنُق اليك فهيت هيتا (٤).
والخامس: العُنُق زيادة، والتقدير: فظلوا (٥).
والسادس: أن الخضوع من أوصاف العقلاء فلما وصف غيرهم بفعلهم أجري مجراهم (٦). والسابع: المضاف يكتسي من المضاف إليه كسوَته من التعريف والتنكير، والتانيث والتذكير، والشرط والاستفهام، والإعراب وإلبناء، كذلك العقل والتمييز (٧).
ابن عباس، رضي الله عنهما رضي الله عنهما: نزلت فينا وفي بني أمية فسيكون لنا عليهم الدولة فتذل أعناقهم بعد صعوبتها (٨).
قال بعض المفسرين: ولقد كان كما ذكر، فان الدولة صارت لبني العباس (٩).
(١) انظر: النكت والعيون (٤/ ١٦٥).
(٢) قاله مجاهد.
انظر: معاني القرآن للنحاس (٥/ ٦٢).
(٣) حكاه النحاس في معاني القرآن (٥/ ٦٣) عن أبي زيد، والأخفش، وعزاه في النكت والعيون (٤/ ١٦٥) إلى النقاش.
(٤) نسبه أبو عبيدة في مجاز القرآن (١/ ٣٠٥) لأبي عمرو بن العلاء يمدح علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
انظر. الخصائص لابن جني (١/ ٢٧٩)، جامع البيان لابن جرير (١٣/ ٧٠)، الأصول في النحو لابن السراج (٣/ ٤٧٩).
(٥) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٦٤).
(٦) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٥٤٧).
(٧) انظر: معاني القرآن للفراء (٢/ ٢٧٧)، تفسير ابن جرير (١٧/ ٥٤٥)، المحرر الوجيز لابن عطية (٤/ ٢٢٥).
(٨) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ١٥٧)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/ ٩٠)، البحر المحيط (٧/ ٧).
(٩) انظر: الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/ ٩٠).
واختار ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٥٤٨) أن المراد بالأعناق أعناق الرجال، والمعنى: فضلت أعناقهم ذليلة للآية التي ينزلها الله عليهم من السماء.