{إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا} المتقدمة.
{أَوَّلَ الْمُؤْمِنِينَ (٥١)} من السحرة (١). وقيل: أول المؤمنين في ذلك المشهد. وقيل: أول المؤمنين من آل فرعون وفي ذلك الزمان (٢).
ووحد أول لأن التقدير أول فريق. وقيل: لأن "من" مُقَدَّرة معه، أي: أول من غيره، وأفعل إذا كان معه ملفوظاً أومقدراً لا يثني ولا يجمع.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي} هذا بعد سنين من أمر السحرة وإيمانهم (٣)، والمعنى: سَرْ بهم ليلا، وأضافهم إلى نفسه لإيمانهم.
{إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ} يتبعونكم ليردوكم ويحاربوكم إن لم تنصرفوا، وفي ضِمْنِه بشارة أي: فلا يضركم ابتاعهم إياكم.
وذكر ابن جريج في الآية قال: " أوحى الله إلي موسى أن اجمع بني إسرائيل كل أربعة أهل أبيات في بيت ثم اذبحوا أولاد الضأن فاضربوا بدمائها على أبوابكم فإنى سآمُر الملائكة فلا يدخلون بيتًا على بابه دم، وسآمُرُهُم بقتل الأبكار من آل فرعون ثم اخبزوا خبزًا فطيرًا فإنه أسرع لكم ثم أسر بعبادي حتى تنتهي إلى البحر (٤)، فيأتيك أمري ففعل ذلك. فلما أصبحوا قال فرعون: هذا عمل موسى وقومه قتلوا أبكارنا وتمكنوا من أنفسنا وأموالنا فأرسل في أثره ألف ألف وخمسمائة ألف مَلِك مُسَوِّر ومع كل مَلِك ألف، وخرج فرعون في الكرسي العظيم" (٥).
(١) من السحرة القبط، لأن بنو إسرائيل آمنت من قبل.
(٢) قاله الفراء في معاني القرآن (٢/ ٢٨٠).
(٣) في أ: " هذا بعد سنين من زمن السحرة وإيمانهم ".
(٤) في ب: " حتى ينتهي إلى البحر ".
(٥) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٧/ ٥٧٥).