وقيل: نهر النيل (١)
{فَانْفَلَقَ} أي: فضرب فانفلق فانشق فصار اثني عشر فرقاً على عدد الأسباط.
{فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ} أي: مفروق من الماء (٢)، والفِرْق: الاسم: والفَرْق: بالفتح المصدر كالطِحن والطَحنِ، وَالقِطفِ والقَطف.
{كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ (٦٣)} كالجبل المنيف لأن الماء اجتمع لما انفرق فاستطال وارتفع في السماء كالجبل وصار بين كل فرقين مسلك لسبط منهم وظهر فيها كوىً ينظر منها بعضُهم إلى بعض فغرق فرعون وقومه ونجا موسى وقومه، وهو قوله {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (٦٤)} أي: جمعنا. وقيل: قربنا (٣)، والزُّلفة: القُربة، أي: قربنا آل فرعون من الغرق.
وقيل: قربناهم من آجالهم (٤).
الحسن: {أَزْلَفْنَا} عجّلنا فرعون وآله ليقربوا من البحر فيروا موسى وقومه قد عبروا فيطمعوا في حالهم فيدخلوا البحر ويغرقوا، وكان جبريل عليه السلام على فرسٍ فريش أي وديق يُقدُمهُم فتبعها أفراس القوم (٥).
وقيل: {وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (٦٤)} من قوم موسى قربناهم منهم (٦).
{وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآَخَرِينَ (٦٦)} أهلكناهم في الماء.
{إِنَّ فِي ذَلِكَ} فيما فعلنا بموسى وفرعون. {لَآَيَةً} لدلالة قاطعةً لمن تأمل.
(١) حكاه في النكت والعيون (٤/ ١٧٥).
(٢) في ب: " بين الماء ".
(٣) قاله ابن عباس، رضي الله عنهما، ومقاتل.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٧/ ٥٨٦).
(٤) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٨٣٣).
(٥) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٤٧٥)، غرائب التفسير للكرماني (٢/ ٨٣٣).
(٦) قاله مقاتل.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٣٥٤).