وذكر محمد بن إسحاق أن أهل الكتاب يزعمون أن أم سليمان هي امرأة أوريا التي امتحن بها داود بما امتحن وأنه بعد موت زوجها تزوجها، حكاه القفال (١).
{وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ} فيما استرعيتني. وقيل: ثبتني على الشكر (٢).
{وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (١٩)} أي: في الجنة مع الأنبياء ولا يدخل الجنة أحد إلا برحمتك.
{وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ} قال والتفقد طلب ما غاب عنك يعني تعرف الطير فلم يجد فيها الهدهد.
{فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ} قيل: كان الهدهد مهندسه يدله (٣) على موضع الماء على مقدار عمق الموضع، وكانت الأرض له مثل الزجاجة يرى ما تحتها، وكان يضع منقاره في الأرض فيخبرهم بُعْدَ الماء وقربه فاحتاج إلى معرفة ذلك في بعض منازله فلم يجده فقال هذا القول (٤).
وذكر المفسرون أن نافع بن الأزرق (٥) قال لابن عباس رضي الله عنهما: " كيف علم هدهد قرب الماء في الأرض وهو لا يعلم الفخ حتى يأخذ بعنقه؟ فقال ابن عباس رضي الله عنهما: " ويحك ألم تعلم أنه إذا جاء القدر ذهب البصر؟ " (٦).
(١) وحكاية امتحان داود عليه السلام بهذه المرأة باطلة ولا تليق بنبي من الأنبياء عليهم السلام.
(٢) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٠١).
(٣) في ب: " كان الهدهد مهندسة تدله ".
(٤) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٨٦).
(٥) نافع بن الأزرق الحروري، من رؤوس الخوارج، وإليه تنسب طائفة الأزارقة، وكان خروجه في أواخر دولة يزيد ابن معاوية، وله أسئلة عن ابن عباس رضي الله عنهما مجموعة في جزء من روايته.
انظر: الثقات لابن حبان (٥/ ٤٦٩).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم (٩/ ٢٨٦٠)، وعزاه السيوطي في الدر (١١/ ٣٤٧) لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر.