وقيل: يجعله في القفص. وقيل: يجمعه مع من ليس من جنسه. وقيل: أبعده من خدمتي (١).
{أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ} ثم استثنى سليمان فقال: {أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (٢١)} بحجة يكون له فيها عذر (٢).
{فَمَكَثَ} أي: الهدهد بعد تفقد سليمان إياه.
{غَيْرَ بَعِيدٍ} زمانًا غير طويل ثم عاد.
الزجاج: إلى غير وقت بعيد (٣).
وقيل: مكث سليمان بعد تفقده وتوعده غير طويل حتى رجع الهدهد (٤).
وقيل: وعاد الهدهد فمكث أي: وقف مكاناً غير بعيد من سليمان (٥).
{فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ} علمت من حال سبأ ما لم تعلمه، والإحاطة العلم بالشيء من جميع جهاته.
{وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ (٢٢)} بخبر صدقٍ محقق، وسبأ اسم مدينة تعرف بمأرب (٦) من اليمن، وبينها وبين صنعاء مسيرة ثلاث أيام (٧).
وقيل: حي من اليمن (٨).
(١) تنظر هذه الأقوال في الكشف والبيان للثعلبي (٧/ ١٩٨)، معالم التنزيل (٦/ ١٥٣)، زاد المسير (٦/ ١٦٤).
(٢) " بحجة يكون لع فيها عذر " سقط من ب.
(٣) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ٨٦).
(٤) حكاه الفراء في معاني القرآن (٢/ ٢٨٩)، قال "وهي في قراءة عبد الله فَتَمَكَّثَ".
(٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ٧٤٧)، وهو بعيد، والصواب أن المراد به الوقت، أي: أنه مكث زماناً غير طويل.
(٦) في أ: " يعرف بمأرب ".
(٧) فمن جعل "سبأ" اسماً للمدينة لم يصرفه، ومن صرفه جعله اسماً لأب القبيلة.
قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٨٧) "والصرف فيه أكثر القراءة ... فإنما هو أن المدينة سميت باسم رجل"، وانظر: إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٢٠٤).
(٨) من " وبينها وبين صنعاء " إلى " من اليمن " سقط من ب.
ومأرب هي بلاد الأزد باليمن، ومأرب اسم قبيلة من عاد سمي به هذا المكان، وقيل هو اسم لكل ملك يلي سبأ، وبها سد مأرب الذي بناه يشجب بن يعرب، وهو بين ثلاثة جبال يجتمع فيا ميها السيول.
انظر: معجم البلدان (٥/ ٦٩).