وأكثر المفسرين على أنه بنى هامان له الصرح، وعلاه فرعون ورمى بنشابه نحو السماء فسقطت عليه متلطخة بالدم، وبعضهم قال: لم يصح أن الصرح بُني له (١).
وقيل: كان فرعون يتعاطي مذهب الصابئين وأنهم يعبدون النجوم ويزعمون أن إلى استجابة الكواكب لمن أراد ذلك طرقا من العبادات (٢)، وأن من ظفر باستجابة الشمس له مَلَّكته وصيرته من أعظم من في عصره (٣) وأكبرهم، وأراد ببناء الصرح رَصَداً يصعد إليه ويعلم كيفية أحوالها هل تجدد حُكم من أحكامها والله أعلم (٤).
{وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ} تعظم.
{فِي الْأَرْضِ} أرض مصر وما يليها بدعوى الآلهية والامتناع من اتباع الرسل والإيمان بهم.
{بِغَيْرِ الْحَقِّ} بغير حق أوجب ذلك بل بالباطل.
وقيل: الباء للحال أي: غير محقين (٥).
{وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ (٣٩)} للبعث والنشور.
{فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ} قيل: بحر قلزم (٦).
وقيل: إساف وهو من وراء مصر (٧).
(١) انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٢٥٦)، المحرر لابن عطية (٤/ ٢٨٨).
(٢) في أ " لطرقاً من العبادات ".
(٣) في أ " من أعظم في عصره ".
(٤) وهذا القول يتعارض مع نص الآية الدالة على أن فرعون كان يريد الاطلاع إلى ألاه موسى.
(٥) انظر: الكشاف للزمخشري (٤/ ٥٠٧).
(٦) قاله عطاء.
انظر: الوسيط للواحدي (٣/ ٤٠٠)، قال ابن عطية في المحرر (٤/ ٢٨٩) "في قول أكثر الناس".
قال في معجم البلدان (٤/ ٣٨٧) "ومعنى القلزم: ابتلاع الشيء، يقال: تقلزمه إذا ابتلعه، وسمي بذلك لابلاعه من ركبه".
(٧) وهو مروي عن قتادة.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٨/ ٢٥٧)، تفسير ابن أبي حاتم (٩/ ٢٩٨٠)، معاني القرآن للزجاج (٤/ ١١٠)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٣/ ٢٨٩).