أحدها: أن الذين حق عليهم القول هم الشركاء المعبودون، كأنه لما قيل للعابدين أين شركائي؟ قال المعبودن وهم الشياطين: {رَبَّنَا هَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا} أي: هؤلاء هم الذين أغوينا.
{أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا} أضللناهم كما ضللنا، أقروا بالإضلال والدعاء إلى الشرك والكفر وأنكروا أمرهم العابدين بعبادتهم إياهم بقولهم.
{تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ (٦٣)} أي: بأمرنا، بل كانوا يتبعون أهواءهم.
وقيل: ما كانوا إيانا يعبدون بسلطان وحجة من قوله تعالى {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ} الآية إبراهيم: ٢٢ (١).
وقيل: كذبوا، وزيفه بعضهم وقال: ليس في القيامة كذب، وأجاز بعضهم ذلك وما على هذه الوجوه نفي.
وقيل: {وَمَا} للمصدر والتقدير: تبرأنا إليك مما كانوا إيانا يعبدون فحذف من.
وقيل: على ما كانوا إيانا يعبدون، فحذف على.
والثاني: أن يكون الذين حق عليهم القول الدعاة لهم إلى الشرك ويكون الشركاء غيرهم فيقولون عند هذا خوفاً على أنفسهم وإشفاقاً من أن يزاد في عذابهم بسبب أغوائهم إياهم ربنا إنا أغويناهم لا أنا أمرناهم بعبادتنا.
(١) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ٥٢٣).