وجاء في التفسير: وخرج إبراهيم مهاجراً وخرج معه لوط مهاجراً، وتزوج إبراهيم سارة ابنة عمه، فخرج بها معه يلتمس الفرار بدينه حتى نزل حرَّان، فمكث بها ما شاء الله ثم خرج منها حتى قدم مصر، ثم خرج من مصر إلى الشام فنزل قرية من أرض فلسطين، ونزل لوط سدوم وهي المؤتفكة، على مسيرة يوم وليلة من قرية إبراهيم.
{وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ} أي: ذرية إبراهيم فإنه شجرة الأنبياء.
{وَالْكِتَابَ} يعني التوراة، والإنجيل، والزبور، والقرآن (١) والألف واللام للجنس.
{وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} الثناء الحسن ولسان الصدق.
وقيل: الولد الصالح (٢).
وقيل: رضى جميع الأديان به.
الماوردي: بقاء ضيافته عند قبره قال: وليس ذلك لغيره من الأنبياء (٣).
وقال بعض المفسرين في قوله {وَآَتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا} هذا دليل على أن الله قد يُعطي الأجر والثواب في الدنيا.
{وَإِنَّهُ فِي الْآَخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (٢٧)} من الأنبياء.
الحسن: من أهل الجنة، قال: ولا صفة للعبد أشرف من الصلاح (٤) وكفى بالصلاح شرفاً أي: جعل الله إبراهيم - عليه السلام - منسوبًا على المتصفين به (٥).
{وَلُوطًا} واذكر لوطا، أو أرسلنا لوطاً (٦).
{إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ} اللواط.
(١) في أ " والفرقان ".
(٢) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٢٦).
(٣) انظر: النكت والعيون (٤/ ٢٨١).
ولم يثبت في ذلك شيء، أو أنه دفن عند الكعبة، أو أمر بالصلاة عند قبره، بل كل ذلك مخالف لهدي الإسلام.
(٤) في ب " ولا صفة أشرف للعبد من الصلاح ".
(٥) انظر: الوسيط للواحدي (١/ ٢١٥).
(٦) في ب " وأرسلنا لوطاً ".