يعني تزوجها ونكاحها لأن الله قال {مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} وهو سبحانه لم يبد إلا تزوجها ولو كان فيها غيره لابداه.
{وَتَخْشَى النَّاسَ} أي: وتخشى أن يعيب الناس ما فعلت.
وقيل: تستحي الناس (١).
وقيل: {يَخْشَى} تكره (٢).
وقيل: تخشى قالة الناس أي: يقولون أمره بتطليقها ثم تزوجها (٣).
وقيل: يقولون نكح امرأة ابنه (٤).
{وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} لو كان في ذلك ما تخشى.
وروى المفسرون عن علي بن الحسين (٥) أنه قال: " كان الله سبحانه أعلمه أنها ستكون من أزواجه وأن زيداً يُطلقها " (٦).
فيكون المعنى على هذا: وتخشى الناس في بيان ما أخبرك الله به من تزوجها والله أحق أن تخشاه فلا تكتم ما أخبرك به أي: هَلَاّ أظهرت ذلك، ولم قُلْتَ له {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} بعد ما أخبرك به فأظهرت خلاف ما أضمرت (٧)، وكان أن تخشى الله في إظهار غير ما في القلب أولى من أن تخشى الناس.
(١) قاله ابن عباس رضي الله عنهما، والحسن.
انظر: معالم التنزيل للبغوي (٦/ ٣٥٥).
(٢) لم أقف عليه، والله أعلم.
(٣) حكاه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ١١٥).
(٤) حكاه الواحدي في الوسيط (٣/ ٤٧٣) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٥) علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي، أبو الحسين، روى عن جده علي بن أبي طالب، وابن عباس، وعائشة، وأبي هريرة، رضي الله عنهم، كان من تابعي المدينة، ثقة، ورعاً، كثير العابدة، وكان يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة فسمي زين العابدين، وكان مع أبيه يوم قتل، توفي سنة أربع وتسعين للهجرة.
انظر: تهذيب التهذيب (٧/ ٢٥٩).
(٦) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ١١٧).
(٧) في ب "بعد أن أخبرك به وأظهرت خلاف ما أضمرت".