والقول الثالث: قال الحسن: قَصَره الله على التسع اللاتي اخترن الله ورسوله، وحَرَّم عليه أن
يتزوج سواهن، وأباح له التسري ما شاء (١).
قوله {مِنْ بَعْدُ} قيل: من بعد هذه الصفة.
وقيل: من بعد المسلمات (٢).
وقيل: من بعد ما قص عليك (٣).
وقيل: من بعد اللواتي عندك (٤).
{وَلَا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ}
أي: ليس لك أن تستبدل بهن غيرهن وإن وقع في قلبك حبهن.
قيل: إن التي أعجبه حسنها أسماء بنت عُميس بعد قتل جعفر بن أبي طالب (٥) عنها (٦).
(١) وهو قول محمد بن سيرين، وأبو أمامة بن سهل، وعليه تكون الآية محكمة أيضاً.
انظر: الناسخ والمنسوخ للنحاس (٢/ ٥٨٩)، الناسخ والمنسوخ لمكي بن أبي طالب (٣٨٦).
وقد بيَّن ابن كثير في تفسيره (٣/ ٥٠٩) أن هذه الآية فيها تكريم لأزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم ومجازاة لهن لما اخترن الله ورسوله والدار الآخرة، فكان جزاؤهن الله قصره عليهن وحرم عليه أن يتزوج بغيرهن أو أن يستبدل بهن أزواجاً غيرهن ولو أعجبه حسنهن إلا الإماء والسراري، ثم رفع عنه الحرج في ذلك ونسخ حكم الآية، وأباح له التزوج لكن لم يقع منه تزوج لتكون المنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم عليهن، ويدل عليه حديث عائشة وأم سلمة رضي الله عنهن، وعليه تكون الآية منسوخة وهو الذي عليه أكثر أهل العلم.
(٢) قاله مجاهد.
انظر: زاد المسير (٦/ ٤١٠).
(٣) قاله أبيّ بن كعب، والضحاك.
انظر: زاد المسير (٦/ ٤١٠).
(٤) وهو قول ابن عباس، والحسن، وقتادة.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٤١٧)
(٥) جعفر بن أبي طالب، تنظر ترجمته ص: ١٠٦٣
(٦) قاله ابن عباس رضي الله عنهما.
انظر: النكت والعيون (٤/ ٤١٧)، معالم التنزيل (٦/ ٣٦٨)، المحرر لابن عطية (٤/ ٣٩٤).