كقوله {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ} الحديد: ١٦. وقيل: التابع والمتبوع صادقان، فإن قول التابع: هلكنا باتباعكم صدق، والجواب: لم نكرهكم صدق، وقولهم: خدعتمونا صدق (١).
{وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} فيه ثلاثة أقوال؛ أحدها: أخْفَوْها لأن الندامة في القلب (٢).
والثاني: أظهروها، وهو من الأضداد أي: ظهرت آثار الندامة على أسرة وجوههم (٣). والثالث: تعاتبوا سراً من قوله {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى} الأنبياء: ٣ (٤).
وقوله {لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ} أي: الجحيم.
{وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا} فيه وجهان:
أحدهما: أن يكون عطفاً على قوله {رَأَوُا} أي: لما رأوا العذاب ولما جعلنا الأغلال في أعناق الذين كفروا فيكون {الَّذِينَ كَفَرُوا} غير هؤلاء.
والثاني: أن التقدير: وجعلنا الأغلال في أعناق التابعين والمتبوعين وسائر الكفار فيكون عطفاً على {أَسَرُّوا}.
{هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} أي: هل يجزى المسيء إلا عمله، أي: هل يُقضى إلا عمله كأن الجزاء دين قضي، ويجوز أن يكون تقديره: هل يجزون إلا بما كانوا يعملون فحذف الجار، وجواب {لَمَّا} محذوف.
{وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ} بلد من البلدان.
{مِنْ نَذِيرٍ} نبي.
{إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا} متنعموها.
{إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ} بزعمكم كافرون جاحدون.
(١) لم أقف عليه، والله أعلم.
(٢) انظر: بحر العلوم للسمرقندي (٢/ ١٠٢).
(٣) حكاه الواحدي في الوسيط (٢/ ٥٥٠) عن المفضل.
(٤) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٩٢).