{إِلَّا إِفْكٌ مُفْتَرًى} كذب مضاف إلى الله وليس من عنده.
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلْحَقِّ} للقرآن.
{لَمَّا جَاءَهُمْ} وعجزوا عن الإتيان بمثله (١).
{إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (٤٣)} ظاهر لا يخفي فمرة جعلوه سحرًا، ومرةً جعلوه افتراءً على الله.
قال القفال: " يجوز أن يكون الرمي بالسحر من قول الأتباع، والرمي بالإفك من قول الرؤساء لافتراق اللفظين، ويحتمل أنهم كانوا يقولون: القرآن في نفسه سحر عجيب لكنه من محمد أضافه إلى الله" (٢).
{وَمَا آَتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ (٤٤)} أي: من أين يقولون ما يقولون ولم يأتهم كتاب ولا رسول وإنما يحصل العلم من هذين الوجهين فظهر كذبهم وافتراؤهم.
{وَكَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} أي: من قبل قومك.
{وَمَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آَتَيْنَاهُمْ} مِعْشَار على وزن مِرْبَاع وهو العُشْر.
وقيل: العُشْر جزء من العشرة، والعشير جزء من العشر والمعشار جزء من العشير فيكون الواحد من الألْف، والقول هو الأول لأن العشر والعشير والمعشار في اللغة واحد (٣)، ثم اختلفوا في الضمير:
(١) في ب: "وعجزوا عن إتيان مثله".
(٢) لم أقف عليه، والله أعلم.
(٣) قال الراغب في المفردات (٥٦٧)، مادة: عشر: "معشار الشيء: عُشْرُه، وناقة عُشَراء: مرَّت من حملها عشرة أشهر، وجمعها عِشار، والعُشُور في المصاحف: علامة العَشر الآيات، والعشيرة: أهل الرجل الذين يتكثر بهم، أي: يصيرون له بمنزلة العدد الكامل، وذلك أن العشرة هو العدد الكامل".