{وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ} أي: مما يتعاقبان ولا يسبق أحدهما الآخر فيفوته، ويحتمل لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر لاختلاف مكانيهما، فإن القمر في السماء الدنيا والشمس في السماء الرابعة، ولا الليل سابق النهار لاختلاف زمانيهما فإن زمان النهار وقت طلوع الشمس وزمان الليل وقت غيبتها (١)، والله أعلم.
ويحتمل أيضاً أن المعنى: لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا للقمر ينبغي له أن يدرك الشمس، فكنى عن القمر بالليل وعن الشمس بالنهار، والله أعلم.
{وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ} أي: الشمس والقمر والكواكب.
{يَسْبَحُونَ (٤٠)} يسيرون فيه بانبساط، وكل شيء انبسط في شيء فقد سبح فيه (٢).
{وَآَيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا} رَفَعْنا، والحَمْلُ: مَنْعُ الشيء أن يصير إلى جهة السُّفْل.
وقيل: قويناهم على اتخاذ ذلك وهديناهم إليه (٣).
{ذُرِّيَّتَهُمْ} قرئ بالتوحيد والجمع (٤)، وفيها هاهنا ثلاثه أقوال:
أحدها: الأبناء، لأنهم كانوا يترفهون ويبعثون بأبنائهم إلى التجارات برًا وبحرًا (٥).
الثاني: آبائهم يعني: الناجين من قوم نوح والذرية على هذا من الاضداد (٦).
(١) في ب: "وزمان الليل زمان غيبتها".
(٢) في ب: "وكل من انبسط في شيء فقد سبح فيه".
(٣) لم أقف عليه، والله أعلم.
(٤) قرأ بالجمع (ذُرِّيَاتِهم) نافع، وابن عامر، وقرأ الباقون بالتوحيد (ذرِّيَتَهم).
انظر: الكشف لمكي (٢/ ٢١٧)، الإقناع لأبي جعفر الأنصاري (٣٦٦).
(٥) قاله السدي.
انظر: النكت والعيون (٥/ ١٩).
(٦) عزاه في النكت والعيون لأبي عثمان أي: الآباء ذرية والأبناء ذرية، وسمي الآباء ذرية لأن منهم ذرأ الأبناء، ورده ابن عطية في المحرر (٤/ ٤٥٥) قال "وهذا لا يُعْرَفُ لغة".