بها: شدَّة التَّمكن من مُلك الشيء، والمبالغة في القُدرة على التَّصرُّف فيه تصرُّفك في الشيء الحاصل في الكفِّ.
وقيل: المراد به قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} إبراهيم: ٤٨.
{وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} قيل: بقدرته وقوَّته، من قول الشاعر:
. . . . . . . . . . . . . . . . . ... تَلَقَّها عُرَابةُ باليمين (١)
وقيل: بقَسَمه؛ لأنَّه حَلف أنَّه يطويها، ويفنيها.
وقيل: بيمينه بيده، ولله يدان كلتاهما يمينان (٢)، وهذا جواب لليهود حين قالوا: {يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ} المائدة: ٦٤.
= وقال ابن القيم: " فيما اجتمعت عليه الأمة من أمور الديانة من السنن التي خلافها بدعة وضلالة أن الله سبحانه وتعالى اسمه، له الأسماء الحسنى والصفات العلى لم يزل بجميع صفاته، وهو سبحانه موصوف بأنَّ له علماً وقدرةً وإرادةً ومشيئةً وأنَّه يَسمع ويَرى ويَقْبِضُ ويَبْسط، وأنَّ يديه مبسوطتان، والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسموات مطويات بيمينه، وأن يديه غير نعمته في ذلك، وفي قوله سبحانه:
{قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص: (٧٥) " اجتماع الجيوش الإسلامية (ص: ٨٣).
وقال ابن كثير: "وردت أحاديث كثيرة متعلقة بهذه الآية الكريمة والطريق فيها وفي أمثالها مذهب السلف وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تحريف ". تفسير القرآن العظيم (٤/ ٦٧).
وقال الشيخ الغنيمان: " القبض هو أخذ الشيء باليد، وجمعه، والطي: هو ملاقاة الشيء بعضه على بعض وجمعه. وهو قريب من القبض، وهذا من صفات الله تعالى الاختيارية، وهي ثابتة بآيات كثيرة وأحاديث صحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وهي مما يجب الإيمان به؛ لأنَّ ذلك داخل في الإيمان بالله تعالى، ويحرم تأويلها المخرج لمعانيها عن ظاهرها. . " شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري (١/ ١٤٠).
وانظر: نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد (١/ ٣٧٠)، جامع البيان (٢٤/ ٢٥)، التوحيد؛ لابن خزيمة (ص: ٧٦)، بيان تلبيس الجهمية، لابن تيمية (٢/ ١٩٧) صفات الله - عزَّ وجلَّ الواردة في الكتاب والسُّنة (ص: ١٩٨).
(١) البيت للشَّمَّاخ، وتمامه:
إذا مارايةٌ رُفِعَتٍ لمجدٍ ... تلقَّاها عُرَابةُ باليمين
أي بالقوة، وعُرَابَةُ اسم ملك اليمن انظر: تفسير الثعلبي (٨/ ١٤٣)، لسان العرب (١/ ٥٨٦)، مادة (عَرَبَ)، و (١٣/ ٤٥٨)، مادة (يَمَنَ).
(٢) وهذا هو الحق الذي لا مرية فيه، وقد سبق تقرير مذهب أهل السنة والجماعة عند تفسير قول الله تعالى: قَالَ {يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} ص: ٧٥، وأنَّ لله تعالى يدان حقيقيتان، لا تفسران بالنعمة، ولا بالقدرة.