{يَنْظُرُونَ (٦٨)} إلى البعث، وقيل: ينتظرون أمر الله فيهم.
{وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} أضاءت أضاءة دائمة عامَّة لجميعها لا ظلمة عليها؛ لأنَّه نهار لا ليل بعده (١).
الزَّجاج: " لمَّا أراد الله الحساب والمجازاة أشرقت الأرض بنور الله " (٢) (٣).
وقيل: أشرقت بعدله؛ لأنَّها كانت مظلمة بالجور، وقيل: يخلق نوراً للأرض.
وقيل: أرض الجنَّة.
وقيل: أُلْبِسَتِ الأرضُ الإشراقَ بنور الله (٤) (٥).
ابن جرير: "ذلك حين يبرز الرحمن جلَّ جلاله (٦) لفصل القضاء بين عباده " (٧).
{وَوُضِعَ الْكِتَابُ} يعني: كُتُبُ الأعمال للمحاسبة والجزاء (٨).
وقيل: وضع ما في أيدي أصحابه (٩) حتى يقرؤوا منها أعمالهم.
(١) انظر: جامع البيان (٢٤/ ٣٢)، المفردات (ص: ٤٥١)، مادة (شَرَقَ)، المحرر الوجيز (٤/ ٥٤٢)، البحر المحيط (٩/ ٢٢٢).
(٢) في (ب) " بنوره " وفي أصل الكتاب " .... الأرض " وما بعدها زيادة.
(٣) معاني القرآن (٤/ ٢٧٣).
(٤) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ).
(٥) والصحيح أنَّ النُّور صفة ذاتية لله عزَّ وجلَّ ثابتة بالكتاب والسُّنة، وقد عدَّ بعضهم النور من أسماء الله تعالى قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٢) دقائق التفسير (٢/ ٤٧٧): "قد أخبر الله في كتابه أن الأرض تشرق بنور ربِّها، فإذا كانت تشرق من نوره؛ كيف لا يكون هو نوراً، ولا يجوز أن يكون هذا النور المضاف إليه إضافة خلق ومُلك واصطفاء؛ كقوله: {نَاقَةُ اللَّهِ} الأعراف: (٧٣)، هود: (٦٤). ونحو ذلك لوجوه .... "، وقال ابن القيم: في اجتماع الجيوش الإسلامية (ص: ١٠): " فالنور الذي هو من أوصافه قائم به، ومنه اشتق له اسم النور الذي هو أحد الأسماء الحسنى، والنور يضاف إليه سبحانه على أحد وجهين: إضافة صفة إلى موصوفها، وإضافة مفعول إلى فاعله؛ فالأول كقوله عز وجل: {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} فهذا إشراقها يوم القيامة بنوره تعالى إذا جاء لفصل القضاء ". وانظر: صفات الله - عزَّ وجلَّ - الواردة في الكتاب والسُّنة (ص: ٢٥٩).
(٦) في (أ) " الرحمن تعالى ".
(٧) انظر: جامع البيان (٢٤/ ٣٣).
(٨) انظر: جامع البيان (٢٤/ ٣٢)، المحرر الوجيز (٤/ ٥٤٢)، البحر المحيط (٩/ ٢٢٣).
(٩) في (أ) "وضع في يد أصحابه ".