وقيل: ما خُصِصتَ به من النبوة والرسالة (١).
ويُحتمل أنه يعود إلى قوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}.
{اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ} أي: يختار للنبوة والرِّسالة (٢) (٣)، والهاء تعود إلى ما يعود إليه في قوله: {مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ}.
وقيل: يعود إلى الله سبحانه وتعالى، أي: يصطفي ويضم من يراه أهلاً لذلك.
وعدَّاه بـ"إلى"؛ لأنَّ الاجتباء بمعنى الجمع، من جبيت الماء في الحوض (٤)، والجمع يُعدى بـ"إلى " تقول: جمعت إليه كما تقول ضممت إليه، وقيل: إلى متعلق بمضمر تقديره: يجتبي ويدعو إليه.
{وَيَهْدِي إِلَيْهِ} يرشد ويوفِّق {مَنْ يُنِيبُ (١٣)} يُقبل إليه.
{وَمَا تَفَرَّقُوا} يعني الأمم (٥) الذين تقدَّم ذكرهم (٦)، وقيل: أهل الكتاب.
{إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ}: أي: العلم بصحة ما أمروا به.
وقيل: العلم: القرآن.
وقيل العلم: محمد (٧) - صلى الله عليه وسلم -.
(١) قال الماوردي: " ويحتمل: أن يكون من الاعتراف بنبوته، لأنه عليهم أشد، وهم منه أنفر " النكت والعيون (٥/ ١٩٧) قلت: ويؤيد هذا القول ما جاء بعدها {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ}.
(٢) في (ب) " يختار الرسالة والنبوة ".
(٣) انظر: تفسير ابن أبي زمنين (٤/ ١٦٤)، تيسير الكريم الرحمن (ص: ٧٥٥)، وفيه قال السَّعدي: " أي: يختار من خليقته من يعلم أنه يصلح للاجتباء لرسالته وولايته، ومنه أن اجتبى هذه الأمة وفضَّلها على سائر الأمم، واختار لها أفضل الأديان وخيرها "، وجعل كثير من المفسرين جعل الاجتباء للتوحيد والطاعة انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٧٤) جامع البيان (٢٥/ ١٦)، معاني القرآن؛ للنَّحَّاس (٦/ ٣٠١) تفسير السمرقندي (٣/ ٢٢٦)، الجامع لأحكام القرآن (١٦/ ١٤).
(٤) انظر: المفردات (ص: ١٨٦)، مادة " جَبَى ".
(٥) في (أ) " يعني أمم ".
(٦) انظر: جامع البيان (٢٥/ ١٦)، تفسير الثعلبي (٨/ ٣٠٦)، تفسير البغوي (٧/ ١٧٨).
(٧) في (ب) " بمحمد ".