{إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧)} علم صلاحهم (١) وصلاح كلُّ أحد منهم، فأعطى كل أحد منهم (٢) ما كتب له من الرزق.
وقيل: لو رزقهم من غير كسب لتفرغوا (٣) للفساد، ولكن شغلهم بالكسب لئلا يتفرغوا للفساد.
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ} وهو من المطر ما كان نافعاً، وفي وقته، والمطر قد يكون نافعاً ومضراً، وفي وقته وغير وقته.
{مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا} أيسوا منه لتأخُّر نزوله (٤).
{وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ} نعمته وخصبه (٥) فتعمُّ (٦) السَّهل والجبل والعامر والغامر.
وقيل: رحمته مطره.
وقيل: نشرها عمومها لجميع الخليقة.
{وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (٢٨)} الرَّبُّ المحمود يعيد المطر عاماً بعد عام مرَّة بعد أخرى (٧)، وذهب بعض المفسرين إلى أن الولي في الآية: المطر الذي يقع بعد الوسمي (٨).
{الْحَمِيدُ} المحمود أثره (٩).
(١) " صلاحهم " ساقطة من (ب).
(٢) " منهم " ساقطة من (ب).
(٣) في (أ) " ليتفرغوا ".
(٤) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٧٨)، جامع البيان (٢٥/ ٣٠)، معاني القرآن؛ للزَّجاج (٤/ ٣٠٣).
(٥) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٧٨)، جامع البيان (٢٥/ ٣١)، النكت والعيون (٥/ ٢٠٣).
(٦) في (أ) " فيعم ".
(٧) انظر: تفسير السمرقندي (٣/ ٢٣٢)، غرائب التفسير (٢/ ١٠٥٣)، قال ابن جرير: " وقوله {وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ} يقول: وهو الذي يليكم بإحسانه وفضله، الحميد بأياديه عندكم ونعمه عليكم في خلقه ". جامع البيان (٢٥/ ٣١).
(٨) الوَسْميُّ: أول مطر السنة يَسِمُ الأرض بالنَّبات، فيصير فيها أثراً من المطر في أول السنة انظر: كتاب العين (٧/ ٣٢١)، مادة " وَسَمَ "، لسان العرب (١٢/ ٦٣٥)، مادة " وَسَمَ ".
(٩) انظر: كتاب العين (٨/ ٣٦٥)، مادة " وَلِيَ "، غرائب التفسير (٢/ ١٠٥٣).