وقيل: اسمُ السورة، وقيل: اسمُ جبلٍ من زَبرْجَدٍ أخضرَ، محيطٍ بالأرض، خُضرةُ (١) السماء منه (٢).
وقيل: حرفٌ من اسمه - عزَّ وجلَّ -: قادر، قاهر، قابض، قدُّوس، قويّ، قيّوم، اقتصر عليه، كما قال:
قلتُ لها قِفي فقالت قاف (٣) لا تحسبي أنّا نسِينا الإيجاف (٤)
وقيل: معناه: قُضيَ الأمرُ، كما قيل في {حم}: حُمَّ ما هو كائنٌ.
وقيل: قف يا محمد على أداء الرسالة، والعملِ بما أُمرتَ، حكاه الماورديّ (٥).
والأحسن أنْ يُقال: هو من الحروف المقطَّعة لسكون آخره على ما سِيقَ أمثالُه.
{وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ (١)}: الشريف العظيم الشأن.
أقسم اللهُ - تعالى- به لبيانه أحكامَ الدنيا والآخرة.
واختُلف في جواب القسم: فقيل: مضمَرٌ، تقديره: لتُبعثُنَّ.
(١) في (ب) " خضرة " بدون واو.
(٢) هذا القول يروى عن ابن عباس _ رضي الله عنهما - ويروى عن مجاهد، وهو قول مقاتل، والتعقيب على هذا القول ما ذكره الحافظ ابن كثير في تفسيره: " وقد روي عن بعض السلف أنهم قالوا {ق} جبل محيط بجميع الأرض يقال له: جبل قاف، وكأنَّ هذا من خرافات بني إسرائيل التي أخذها عنهم بعض الناس لمَّا رأى من جواز الرواية عنهم مما لا يُصدق ولا يُكذب، وعندي أنَّ هذا وأمثاله وأشباهه من اختلاق بعض زنادقتهم يُلبسون به على الناس أمر دينهم كما افترى في هذه الأمة مع جلالة قدر علمائها وحفاظها وأئمتها أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما بالعهد من قدم فكيف بأمة بني إسرائيل مع طول المدى وقلة الحفاظ النقاد فيهم وشربهم الخمور وتحريف علمائهم الكلم عن مواضعه وتبديل كتب الله وآياته، وإنما أباح الشارع الرواية عنهم في قوله: "وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج " فيما قد يجوزه العقل، فأمَّا فيما تحيله العقول ويحكم فيه البطلان ويغلب على الظنون كذبه فليس من هذا القبيل والله أعلم ". تفسير القرآن العظيم (٤/ ٢٣٦)، وانظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢٦٧)، جامع البيان (٢٦/ ١٤٦)، تفسير الثعلبي (٩/ ٩٢) زاد المسير (٧/ ٢٣٢)، الإسرائيليات والموضوعات (ص: ٣٠٤).
(٣) أي واقفة.
(٤) البيت منسوب في المحرر الوجيز (٥/ ١٥٦) للوليد بن المغيرة، وقد أورده الطبري في جامع البيان (٢٦/ ١٤٨)، والثعلبي في تفسيره (١/ ١٣٨)، ولم ينسباه لأحد.
(٥) انظر: النكت والعيون (٥/ ٣٤٠).