وقد سبق مثلُ هذا في {قَعِيدٌ}، فيكونُ القرينُ الملَكين الحافظَين.
{هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ (٢٣)}: أي: هذا ما كنت أكتبه، فهو (١) حاضرٌ عندي.
فإنْ كان العبدُ من أهل الإيمان والجنة أُحضر كتابُ حسناته؛ لأن سيئاتِه قد كُفِّرت (٢)، وإنْ كان من أهل الكفر والنار أُحضر كتابُ سيئاتِه؛ لأن حسناتِه حبِطت لكفره.
وعلى التأويل الآخَر يقولُ قرينُه من الشيطان الإنسيّ: {هَذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ}، يعني: ما يحضرُ به من العذاب الذي أعدَّه الله لهما.
وعلى التأويلِ الثالثِ: يقولُ الإنسيُّ للشيطان: لم أجدْ ممّا وعدتني به في الدنيا إلاّ هذا العذابَ الحاضرَ عندي، والوجه هو الأولُ.
والعتيدُ: المعَدُّ الحاضرُ (٣)، وهو صفةٌ لـ {مَا} إذا جعلتَه نكرةً، أو خبرٌ بعد خبر، أو بدلٌ (٤) من الخبر.
{أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ}: أي: يُقالُ: {أَلْقِيَا}.
وقيل: يقولُ اللهُ: {أَلْقِيَا}.
وفي المخاطَبُ به أقوالٌ:
أحدُها: أنهما (٥) السائقُ والشهيدُ، فيمَن جعلهما الملَكين؛ لأنهما معه إلى أنْ يدخلَ الجنةَ أو النار.
والثاني: أنهما ملَكان من خزَنة النار.
(١) " فهو " ساقطة من (أ).
(٢) في (أ) " وقد كفرت ".
(٣) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢٧١)، جامع البيان (٢٦/ ١٦٥).
(٤) في (ب) " وبدل ".
(٥) في (ب) " أنه ".