ذهب جماعة إلى أنها نزلت في أبي بكر - رضي الله عنه - شرب لبناً فقيل له إنه من غير حلٍّ فاستقاء (١).
قوله: {جَنَّتَانِ}:
قيل: جنَّة للإنس، وجنّة للجنّ.
وقيل: جنَّة عدنٍ، وجنَّة نعيم.
وقيل: جنَّة هو فيها، وجنَّة فيها أزواجه وخدمه.
وقيل: جنَّة في قصره، وجنَّة خارج قصره يذهب إليها تنزّهاً (٢).
الفَّراء: " إنما هي جنَّة واحدة، فَثُنِّيَ على عادة العرب في إجراء الواحدِ مجري التّثنية، وأنشد:
ومهمهين فَدْفدين مَرَّتين ... قطعته بالسَّمت لا بالسَّمْتين (٣) " (٤).
وقول الفراء ضعيف؛ لقوله: {وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (٦٢)} (٥).
{فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (٤٧)}.
{ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (٤٨)}: قيل: ألوان وأنواع من الأشجار والثمار وغيرها، جمع فنٍّ.
وقيل: أغصان، جمع فَنَنٍ (٦).
(١) وهو مروي عن ابن الزُّبير وعطاء والضحاك. انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤٣٧) تفسير السمعاني (٥/ ٣٣٣).
(٢) انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤٣٧)، تفسير السمعاني (٥/ ٣٣٣)، البحر المحيط (١٠/ ٦٧).
(٣) البيت لخطامٍ المجاشعي، وهو شاعرٌ إسلاميٌّ ... والواو في مهمهين واو رب. والمهمه: القفر المخوف. ...
والقذف، بفتح القاف والذال المعجمة بعدها فاء: البعيد من الأرض، وقال العيني: هو المكان المرتفع الصلب. قال: ويروى: فدفدين. والفدفد: الأرض المستوية. قاله الجوهري. انظر: خزانة الأدب (٣/ ١٠٣).
(٤) انظر: معاني القرآن (٣/ ١١٨)، وفيه:
ومَهْمهين قذفين مرَّتين ... قطعته بالأمِّ لا بالسَّمتين
(٥) أورد هذا البيت الرازي بلفظ:
ومهمهين سرت مرتين ... قطعته بالسهم لا السهمين
وتعقَّبه بقوله: أراد مهمهاً واحداً بدليل توحيد الضمير في قطَّعته، وهو باطل؛ لأن قوله: بالسهم يدل على أن المراد مهمهان، وذلك لأنه لو كان مهمهاً واحداً لما كانوا في قطعته يقصدون جدلاً، بل يقصدون التعجب وهو إرادته قطع مهمهين بأهبة واحدة وسهم واحد، وهو من العزم القوي، وأما الضمير: فهو عائد إلى مفهوم تقديره قطعت كليهما، وهو لفظ مقصور معناه التثنية ولفظه للواحد، يقال: كلاهما معلوم ومجهول" التفسير الكبير (٢٩/ ١٠٨).
(٦) انظر: جامع البيان (٢٧/ ١٤٧)، النُّكت والعيون (٥/ ٤٣٧).