وقيل: إنه كان في ساعةٍ من نهارٍ ثم نُسخ (١).
واتّصالُها (٢) بالآية لا يمنعُ من حصول التراخي.
{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ}: أي: أخشِيتم الفقرَ والفاقةَ من هذه الصدقة، وعصيتم اللهَ بأنْ لم تفعلوا ما أمركم به (٣) (٤).
ثم قال: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}: من هذه المعصية، وأسقط عنكم هذا الفرضَ.
{فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ}: المفروضةَ في مالكم، فإن هذا لا يُوضعُ عنكم بوجهٍ (٥).
{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١٣)}.
{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا}:
في صحيح البخاريّ عن ابن عباسٍ - رضي الله عنهما -، أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - كان في ظِلّ حُجرةٍ من حُجره، وعنده نفرٌ من المسلمين قد كاد الظِّلُّ يقلُصُ عنهم، فقال لهم: ((إنه سيأتيكم إنسانٌ ينظرُ إليكم بعيني شيطانٍ (٦)، فإذا أتاكم فلا تُكلِّموه)) (٧)، فجاء عبدُ الله ... ابنُ نبتل (٨) (٩) - وكان أزرقَ (١٠) -، فدعاه رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فكلّمه، فقال: ((علامَ تشتمني أنتَ
(١) وهو مروي عن ابن عباس وقتادة. انظر: زاد المسير (٨/ ١٣)، الجامع لأحكام القرآن (١٧/ ٢٨٨).
(٢) في (ب) " واتصاله ".
(٣) لا يفهم من الآية أن ترك المناجاة معصيةٌ، وهم إنما حصل منهم الخشية من تقديم الصدقة للفقر، ولم يحصل منهم مخالفةٌ للأمر، وهو المناجاة بغير تقديم صدقة.
(٤) انظر: جامع البيان (٢٨/ ٢٢)، معاني القرآن؛ للزَّجَّاج (٥/ ٢٥٣).
(٥) انظر: جامع البيان (٢٨/ ٢٢)، تفسير البغوي (٨/ ٦١).
(٦) في (أ) " يعني شيطان ".
(٧) في (أ) " فلا تُكلموا ".
(٨) في (أ) " عبد الله بن أبي " والصواب ما أثبت ".
(٩) عبد الله بن نبتل بن الحارث من بني لوذان بن عمرو بن عوف من بنى قينقاع، وكان من عظماء المنافقين ... وممن يكيد للإسلام وأهله وكان جسيماً ثائر الرأس، أحمر العينين، أسفع الخدين " انظر: تاريخ الطبري (٢/ ٣٦٨)، الإصابة (٤/ ٢١٢).
(١٠) أي العينين.