{يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ} يحملونكم عليه ويريدونه منكم، وقد سبق (١).
{يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (١٤١)} سبق تفسيره.
{وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً} ذو القعدة.
{وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ} أي: من ذي الحجة.
{فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي} كن خليفتي فيهم.
{وَأَصْلِحْ} واحملهم على طاعة الله.
{وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ (١٤٢)} لا تسلك طريق العاصين (٢)، وذلك أن الله تعالى وعد موسى أن يؤتيه كتاباً فيه بيان ما يأتون وما يذرون إذا أهلك عدوهم، فلما أهلكهم (٣) سأل موسى ربه الكتابَ فأمره بصوم ثلاثين يوماً وكان ذا القعدة، فلما صام أنكر خلوف فمه فاستاك بعود خَرُّوب (٤)، فقالت الملائكة: كُنَّا (٥) نشم من فيك رائحة المسك، فأفسدته بالسواك، فأمره الله بصوم عشرة أيام من ذي الحجة، وقال: أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندي من ريح المسك (٦).
وكانت فتنة قومه في العشر الذي زاده الله.
(١) في تفسير سورة البقرة، الآية (٤٩).
(٢) في (ب): (سبيل العاصين).
(٣) في (ب): (أهلكه).
(٤) نبات حلو يؤكل كما في «اللسان» (خرب)، وعند القرطبي ٩/ ٣١٩: خَرْنوب.
(٥) في (ب): ( ... الملائكة له كنا ... ).
(٦) أخرجه ابن أبي حاتم ٥/ ١٥٥٦ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأورده الثعلبي ٤/ ٢٧٤، والديلمي في «الفردوس» (٥٣٠٩)، والقرطبي ٩/ ٣١٩.