{شُرَّعًا} واردة، وقيل: ظاهرة، وقيل: رافعة رؤوسها، وقيل: خافضة رؤوسها كأنها الكباش (١) البيض، وقيل: كالمَخَاض (٢) السمان.
{وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ لَا تَأْتِيهِمْ} وقرئ: (يُسبتون) (٣).
وسبت وأَسبت بمعنىً، وقيل: سَبَتَ: عَظَّم السبت، وأَسْبَتَ: دخل في السبت.
{كَذَلِكَ} قيل متصل بالأول على تقدير: لا تأتيهم شرعاً مثل إتيان يوم السبت، وقيل: متصل بما بعده وهو قوله:
{نَبْلُوهُمْ} أي: نختبرهم مثل هذا الاختبار، أي: نعاملهم معاملة المختبر (٤).
{بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (١٦٣)} بخروجهم عن طاعة الله، وذلك أنه حرم عليهم الصيد يوم السبت وأمروا بتعظيمه فوسوس إليهم (٥) الشيطان وقال: إنما نهيتم عن صيدها يوم السبت، فحفروا الحياض ونصبوا الشبائك (٦) وكانوا يسوقون إليها الحيتان يوم السبت وتبقى فيها ولا يمكنها الخروج منها، فيأخذونها يوم الأحد، وصار (٧) أهل القرية ثلاث فرق: فرقة صادوا، وهم أصحاب الخطيئة، وفرقة نهوهم، وفرقة قالوا: {لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا} وهو قوله:
{وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ} من أهل القرية، للأمة الواعظة.
{لِمَ تَعِظُونَ} لأي شيء تعظون.
{قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ} في الدنيا.
(١) الكبش: الحَمَلُ إذا أثنى. انظر: «القاموس» (كبش).
(٢) المخاض: الحواملُ من النُّوْق. انظر: «القاموس» (مخضَ).
(٣) قال ابن خالويه في «القراءات الشاذة» (ص ٤٧): (لا يُسبتون) علي بن أبي طالب رضي الله عنه والجعفي عن عاصم، (لا يَسْبُتون) بالضم الحسن، (ويوم لا يُسَبِّتون) ذكره عيسى بن سليمان الحجازي، (ويوم إسباتهم) عمر بن عبدالعزيز).
(٤) لا حاجة لمثل هذا التأويل، وجمهور المفسرين على أن المعنى: نختبرهم، ولا يزيدون على هذا المعنى شيئاً من مثل هذه التوجيهات التي ذكرها الكرماني.
(٥) في (ب): (لهم).
(٦) في (ب): (الشباك).
(٧) في (أ): (وصاروا).