{وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (٨٦)} حُلْ بيننا وبينهم وخلّصنا من مشاهدتنا إيّاهم.
{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا}.
أبو عليّ: بوّأ وتبوّأ كلاهما متعديان (١)، كقطعته وتقطّعته وخلّصته وتخلّصته (٢).
وقيل: بوّأتُ لنفسي منزلا وتبوّأت لغيري منزلاً.
{بِمِصْرَ} قيل: هو الإسكندريّة، وقيل: مصر فرعون.
{بُيُوتًا} يسكنون فيها، وقيل: بيوتاً يصلّون فيها، وكان فرعون أمر بهدم المواضع التي كانوا يصلّون فيها فأُمروا أن يصلّوا في بيوتهم.
{وَاجْعَلُوا} أنتما وقومكما.
{بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} أي صلّوا فيها.
الحسن: توجّهوا إلى الكعبة (٣).
سعيد بن جبير: اجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضاً (٤).
{وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (٨٧)} يا موسى.
ابن جرير (٥): بشّر يا محمّد المؤمنين بالنّصرة في الدّنيا والجنّة في العقبى.
(١) في (ب): (متعدٍ).
(٢) انظر: «الحجة» لأبي علي الفارسي ٤/ ٣٠٩.
(٣) نقله هود بن محكم في تفسيره ٢/ ٢٠٥، والواحدي في «البسيط» (ص ٩٥٨ - رسالة جامعية).
(٤) أخرجه الطبري ١٢/ ٢٦٠.
(٥) هكذا في (ب) و (د)، أما في (أ): (ابن بحر).
وعند البحث تبين لي أن هذا القول ينسب لابن جبير كما ورد عند الماوردي ٢/ ٤٤٧، وأنا أستبعد أن تكون النسخ الثلاث اتفقت على تصحيف اسم (ابن جبير) فلا يذكر فيها كلها، فالله أعلم.